الأحد, 12 أكتوبر 2025 01:09 AM

غزة: عودة بالأمل رغم الدمار بعد وقف إطلاق النار

غزة: عودة بالأمل رغم الدمار بعد وقف إطلاق النار

على امتداد شارع الرشيد الساحلي في قطاع غزة، تدفق عشرات الآلاف من الفلسطينيين النازحين عائدين بخطوات حثيثة من جنوب القطاع إلى مناطقه الشمالية، وذلك بعد نزوح قسري استمر لأشهر طويلة. كان المشهد الإنساني مؤثراً، حيث امتزجت الدموع بالابتسامات، وتعالت أصوات التكبير مع الأهازيج، ورفع العديد أيديهم إلى السماء شاكرين على النجاة.

بخطوات متسارعة وشوق كبير، توجه العائدون إلى مناطقهم، متمسكين بالأمل رغم الصعاب. حمل البعض أطفالهم على الأكتاف، بينما لوحت نساء بأيديهن من سيارات النقل، وحرص شبان على توزيع الماء على العائدين وسط أنقاض المنازل التي تحولت إلى ركام.

مشاعر مختلطة

تنوعت المشاعر بين الدهشة والفرح والحزن. عيون تذرف الدموع بصمت أمام أنقاض البيوت، وأياد ترتفع إلى السماء شاكرة الله على النجاة. في المقابل، علت أصوات آخرين فرحاً، مرددين الأغاني والأهازيج الشعبية المعبرة عن الحنين إلى الوطن، والتي اختلطت مع هدير الموج على ساحل غزة.

جاء ذلك عقب دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل حيز التنفيذ يوم الجمعة عند الساعة 12:00 ظهراً بتوقيت القدس (09:00 ت.غ)، مما أعاد الأمل بعودة تدريجية إلى المناطق المدمرة وفتح نافذة على أمل الإعمار.

ترافق سريان الاتفاق مع انسحاب جزئي للجيش الإسرائيلي إلى ما يعرف بـ"الخط الأصفر"، وشمل مدينة غزة باستثناء حي الشجاعية شرقا، ومناطق غرب ووسط مدينة خان يونس. في المقابل، منع الجيش دخول الفلسطينيين إلى بلدتي بيت حانون وبيت لاهيا في شمال القطاع، ومعبر رفح ومحور فيلادلفيا (جنوب)، إضافة إلى المناطق الواقعة شرقي خان يونس وساحل القطاع.

ووفقاً لعضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق، تسيطر إسرائيل بذلك على نحو 53 بالمئة من مساحة قطاع غزة.

"سنفترش الأرض"

في أحاديث مع وكالة "الأناضول"، عبر نازحون عائدون عن أملهم في بدء الإعمار قريباً. وبنبرة تحدي، قال بعضهم إنهم سيفترشون الأرض فوق أنقاض بيوتهم إلى أن تُعمر من جديد، مؤكدين أن العودة رغم الركام خير من حياة النزوح والمعاناة.

وقال أحدهم: "نزحنا من شمال القطاع إلى جنوبه بسبب القصف والدمار الذي سببه الاحتلال، وها نحن راجعون إلى الشمال". وأضاف: "بيوتنا تدمرت وأولادنا استشهدوا، لكننا سوف نعود ونحيي بيوتنا والحياة من جديد".

وأعرب عن أمله في أن تكون هذه آخر الحروب على غزة، موجهاً الشكر إلى الوسطاء من تركيا وقطر ومصر الذين أسهموا في وقف الحرب وإنهاء معاناة المدنيين.

من جانبها، عبّرت إحدى النازحات، وهي من مخيم جباليا شمالي القطاع، عن سعادتها بالعودة إلى مكان سكنها رغم الدمار الذي لحق بمنزلها. وقالت للأناضول: "النزوح صعب والغربة صعبة، لا مكان مثل بيتنا حتى لو غرفة".

وطالبت بإعادة إعمار مخيمها والمناطق المدمرة في شمال القطاع، مؤكدة أن العودة رغم الركام تبقى أفضل من حياة النزوح والمعاناة.

والجمعة، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، أن الخسائر الأولية المباشرة في القطاعات الحيوية تجاوزت 70 مليار دولار، مطالباً بخطة عاجلة لإعادة الإعمار وفق آلية شفافة.

زمان الوصل

مشاركة المقال: