الخميس, 25 سبتمبر 2025 11:56 PM

فاجعة في اللاذقية: وفاة متطوع ثانٍ في الدفاع المدني أثناء إخماد الحرائق

فاجعة في اللاذقية: وفاة متطوع ثانٍ في الدفاع المدني أثناء إخماد الحرائق

فقد الدفاع المدني متطوعًا آخر، هو علي سلهب من منطقة جبلة، اليوم الخميس 25 أيلول، متأثرًا بجراحه التي أصيب بها خلال مشاركته في إخماد حرائق ريف اللاذقية التي اندلعت خلال الأيام الماضية. وأفاد الدفاع المدني بأن المتطوع، وهو من قرية سيانو بريف جبلة، كان متزوجًا حديثًا، ووصفه بأنه "مثال للتضحية في سبيل حماية سوريا وغاباتها".

يُذكر أن علي هو المتطوع الثاني الذي يلقى حتفه خلال يومين، بعد وفاة علاء جناورو، الذي توفي أمس الأربعاء متأثرًا بإصابته في عمليات إخماد حريق حراجي في اللاذقية أيضًا، بعد خدمة دامت ثمانية أعوام. كما أُصيب ثلاثة من رجال الإطفاء واحتُرقت سيارة إطفاء يوم الاثنين الماضي، أثناء مكافحة حرائق الغابات في منطقة "السكرية" في جبل التركمان بريف اللاذقية.

اندلعت حرائق ريف اللاذقية خلال الأيام الخمسة الماضية بشكل متتالٍ في مناطق متباعدة، مما أعاق وصول فرق الإطفاء، بالإضافة إلى انتشار الألغام ومخلفات الحرب وسرعة الرياح، وفقًا لمديرية الطوارئ وإدارة الكوارث في اللاذقية.

وفي تطور لاحق، وجّه وزير الدفاع، مرهف أبو قصرة، بعد ظهر اليوم الخميس، القوى الجوية في الجيش للمشاركة في عمليات إخماد الحرائق المندلعة في أحراج ريف اللاذقية، وذلك "في إطار الجهود المبذولة للسيطرة عليها والحد من انتشارها حفاظًا على الأرواح والممتلكات والغطاء الحراجي"، حسب بيان نشرته حسابات الوزارة على مواقع التواصل الاجتماعي.

تمكنت فرق الإطفاء في الدفاع المدني وأفواج الإطفاء وأفواج إطفاء الحراج، بعد ظهر اليوم، من وقف تمدد النيران في غابات اللاذقية، وبدأت مرحلة السيطرة على أكثر من 80% من البؤر المشتعلة. وبحسب بيان الدفاع المدني، بدأت عمليات التبريد والمراقبة في أكثر من 10 مواقع، بينما يجري التعامل مع بؤر نيران محدودة في مواقع أخرى.

تعتبر المخاطر التي تصاحب التعامل مع حرائق الغابات والتضاريس الوعرة كثيرة، منها: السقوط، حوادث المرور، المخاطر الجوية، والتسمم بأول أكسيد الكربون. كما أن الأعمال الشاقة تؤثر أيضًا على رجال الإطفاء من الناحية الجسدية والنفسية، في حين يعدّ التوفيق بين العمل والأسرة أمرًا صعبًا حيث يعمل رجاء الإطفاء لمدة 18 ساعة متواصلة أحيانًا.

ما المطلوب لتقليل المخاطر؟

يستدعي ذلك تدريب رجال الإطفاء باستمرار وتزويدهم بالمعرفة والمهارات والتقنيات الحديثة لمكافحة الحرائق بكفاءة. وتشمل التدريبات الحديثة استخدام تقنيات الواقع الافتراضي لتجارب شبيهة بالحقيقية، والتدريب على استخدام معدات الإطفاء المتقدمة مثل أجهزة التنفس المستقلة، إضافة إلى تطوير مهارات التحليل والتخطيط واتخاذ القرارات الاستراتيجية في حالات الطوارئ، مع التأكيد على أهمية العمل الجماعي والتدريب المستمر على سيناريوهات متنوعة.

تسهم التقنيات الحديثة والتدريب المستمر في زيادة كفاءة رجال الإطفاء وقدرتهم على الاستجابة للأزمات، مما يضمن حماية الأرواح والممتلكات والبيئة. كما يُمكّن التدريب على التقنيات الحديثة رجال الإطفاء من التعامل بفعالية مع حالات الطوارئ المعقدة والمتطورة، وخاصة في البيئات الخطرة والمنشآت الصناعية. إضافة إلى التركيز في التدريب على تعزيز مهارات العمل الجماعي والتنسيق بين أفراد الفريق لضمان استجابة موحدة وفعالة أثناء عمليات الإطفاء والإنقاذ.

التقنيات الافتراضية

يوفر الواقع الافتراضي تجربة تفاعلية لمحاكاة الحرائق الحقيقية، مما يمنح رجال الإطفاء فرصة التدرب على التعامل مع مواقف مختلفة وتقييم أدائهم في بيئة آمنة دون الحاجة إلى موارد كبيرة.

استخدام المعدات المتقدمة

يتم تدريب رجال الإطفاء على استخدام معدات مكافحة الحرائق الحديثة، مثل أجهزة التنفس المستقلة (SCBA) وأجهزة الإطفاء بالهباء الجوي المدمجة، والتعرف على طرق استخدامها وصيانتها بشكل صحيح.

مهارات التحليل واتخاذ القرار

تركز الدورات التدريبية على تطوير مهارات تحليل المخاطر وتقييم الوضع في حالات الطوارئ، ووضع خطط استراتيجية فعالة لإدارة الحوادث.

تطوير المهارات البدنية

يتم تدريب رجال الإطفاء على تمارين الكارديو باستخدام أجهزة مثل أجهزة المشي وأجهزة تسلق السلالم لبناء القدرة على التحمل وتحسين اللياقة البدنية الضرورية للعمل الشاق.

مشاركة المقال: