في "جمعة النصر"، التي تصادف مرور أول جمعة على السوريين وهم ينعمون بالحرية على كامل تراب الوطن منذ 50 عامًا، خرج ملايين السوريين في مظاهرات عارمة لم يشهد لها مثيل من قبل، امتدت من شمال سوريا إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها.
هتف المتظاهرون بالحرية والدولة السورية الحرة من حكم المستبدين، ملؤوا الساحات دون خوف من قمع أو قصف، معبرين عن تحررهم وخلاصهم من حكم عائلة الأسد الذي استمر لأكثر من نصف قرن. مشهد مهيب رسم معالم سوريا الحرة، سوريا لكل السوريين، سوريا التي تنفض غبار السنين لتبصر نور الحياة.
المشهد الأبرز كان في المسجد الأموي الكبير في دمشق، عاصمة سوريا الحرة، إيذانًا بمرحلة جديدة بإنهاء سلطة السفاح وقطع المشروع الصفوي الإيراني الذي حاول طمس معالم سوريا وتمكين مشروعه الطائفي. رد الأحرار كان سريعًا، حيث أعادوا أمجادهم وحرروا مقدساتهم من دنس الغزاة.
لأول مرة، تعيش سوريا هذه الفرحة العارمة. سنة وشيعة وعلويون ودروز ومسيحيون وتركمان وكرد وإسماعيليون، ومن كل الأطياف والملل، خرجوا متكاتفين، مؤكدين عزمهم على بناء سوريا الجديدة، إيذانًا بإنهاء حقبة مريرة من تاريخ سوريا التي عانت طويلاً حتى رأت النور. لم يكن الدرب سهلاً، وكانت تكاليف هذا اليوم دماء وأشلاء وأرواح بمئات الآلاف، أنارت هذا الدرب للوصول إلى الهدف المنشود.
