أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان وجود محادثات فنية مع إسرائيل تهدف إلى خفض التوتر في سوريا، وذلك بعد ساعات من نفي وسائل إعلام تركية، نقلًا عن وزارة الدفاع، وجود أي محادثات من هذا القبيل.
وقال فيدان لقناة “CNN Turk“، الأربعاء 9 من نيسان، “بينما نقوم بعمليات معينة في سوريا، هناك حاجة إلى آلية لتجنب الصدام مع إسرائيل، التي تقوم بتسيير طائرات في تلك المنطقة، على غرار الآليات التي لدينا مع الولايات المتحدة وروسيا”. وأضاف أن هناك اتصالات فنية لمنع سوء الفهم بين عناصر القتال، مضيفًا أن الفرق الفنية تتواصل مع بعضها البعض “عند الحاجة”.
وأوضح أن المحادثات الفنية مع إسرائيل تهدف فقط إلى خفض الصراع في سوريا وليس إلى تطبيع العلاقات. وشدد فيدان على أن تركيا لا تنوي الدخول في صراع مع أي دولة أخرى في سوريا، بما في ذلك إسرائيل، مؤكدًا على أهمية التعاون مع دول المنطقة مثل الأردن والعراق ولبنان وسوريا في القضايا الأمنية، وخاصة مكافحة تنظيم “الدولة الإسلامية”.
كما اعتبر فيدان أن “هناك سوريا جديدة وموحدة”، ويجب السماح لها بتطوير سياستها الدفاعية وسياستها الخارجية الخاصة.
نفي سابق
في 7 من نيسان الحالي، نقل موقع “ميدل إيست آي” عن مسؤولين غربيين (لم يسمّهما)، أن نتنياهو يعتقد أنه حقق تقدمًا في التوصل إلى اتفاق لمنع الاشتباك مع تركيا، في أعقاب غارات جوية نفذتها إسرائيل في سوريا ضد بنى تحتية كان من المتوقع أن تستخدمها تركيا كقواعد عسكرية لها. وأضاف الموقع نقلًا عن المصادر نفسها، أن مفاوضات جارية في الملف نفسه.
تبع ذلك بيوم واحد، نفي مصادر في وزارة الدفاع التركية إجراء أي حوار مع إسرائيل حول التوتر الحاصل في سوريا. ونقلت وكالة “Anka Haber” التركية عن مصادر بوزارة الدفاع قولها إن تركيا وإسرائيل لم تجريا محادثات لإنشاء خط خفض التصعيد في سوريا. وأضافت، “لا ينبغي الوثوق بالأخبار الكاذبة والمتعمدة والتداول بخلاف التصريحات الصادرة عن السلطات الرسمية بشأن التطورات التي تحدث أو يُزعم أنها تحدث في سوريا”.
ولفتت إلى أن تداول هذه الأخبار والتقارير يجري “بطريقة مقصودة”، مشيرة إلى ضرورة الاعتماد على المعلومات الصادرة عن الجهات الرسمية.
وسبق أن صرّح وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، لوكالة “رويترز”، في 4 من نيسان الحالي، أن تركيا لا تسعى لمواجهة مع إسرائيل في سوريا، في حين نقلت الوكالة نفسها تصريحًا لمسؤول إسرائيلي وصفته بالكبير استخدم فيه الصياغة نفسها.
منذ سقوط النظام السوري
وارتفعت حدة التوترات بين إسرائيل وتركيا في أعقاب سقوط نظام بشار الأسد في 9 من كانون الأول 2024، ووصول المعارضة السورية التي تعتبر حليفًا وثيقًا لأنقرة إلى سدة الحكم. تنظر أنقرة للتحركات الإسرائيلية في سوريا على أنها تقوّض الاستقرار في البلاد بعد رحيل الأسد، وهو ما قاله بيان وزارة الخارجية التركية عقب غارات واسعة النطاق نفذتها إسرائيل في وسط وجنوبي سوريا.
وتعتقد إسرائيل من جانبها أن تركيا تعمل على ترسيخ وجود عسكري لها في سوريا، وهو ما أشارت إليه وسائل إعلام إسرائيلية في تقارير متفرقة، وطُرح على طاولة مسؤولين أمنيين إسرائيليين.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا