الإثنين, 22 سبتمبر 2025 12:29 AM

فيلم "نزوح" يفتتح تظاهرة "أفلام الثورة السورية" بعرضه الأول داخل البلاد

فيلم "نزوح" يفتتح تظاهرة "أفلام الثورة السورية" بعرضه الأول داخل البلاد

افتتحت المؤسسة العامة للسينما تظاهرة "أفلام الثورة السورية" بعرض فيلم "نزوح" للمرة الأولى في سوريا، وذلك في الخامس عشر من أيلول الجاري. يتناول فيلم "نزوح" قصة عائلة سورية تواجه صراعات داخلية نتيجة الأحداث التي شهدتها المدن السورية خلال الثورة من قصف وتهجير ونزوح، بالإضافة إلى نقص الاحتياجات الأساسية.

يركز الفيلم على المعاناة الإنسانية في ظل الحرب، مع تقديم واقعية وثائقية في السينما. تدور أحداث الفيلم حول عائلة تعيش في إحدى المدن السورية التي كانت تتعرض لقصف شديد خلال فترة النظام السابق، وتصر على البقاء رغم كل الصعوبات، إلى أن يتم تدمير سقف منزلها بصاروخ. ومع تصاعد العنف، تصر "هالة" (كندة علوش)، زوجة "عزيز" (سامر المصري)، على مغادرة المدينة مثل باقي السكان، مما يدخلها في صراع مع زوجها الذي يرفض المغادرة حبًا بمدينته وبيته، وخوفًا من أن يُطلق عليه لقب "نازح".

اعتمد الفيلم لغة سينمائية رمزية، مع معالجة اجتماعية واقعية تظهر صراعًا طبيعيًا ومؤثرًا من خلال حوارات بسيطة تعكس واقع الناس، ولمسة كوميدية خفيفة تكشف عن حب السوريين للحياة وتمسكهم ببيئتهم الاجتماعية وتفاصيلها رغم المأساة التي عاشوها لسنوات.

يروي الفيلم بأسلوب بصري متميز كيف نامت "زينة" ابنة "عزيز" لأول مرة تحت النجوم بعد أن أصبح سقف غرفتها مفتوحًا بسبب القصف. وتقيم "زينة" صداقة مع ابن جيرانهم "عامر"، وتتطور علاقتهما ليقوما بتوثيق أحداث القصف والمعاناة التي يعيشها سكان المدينة، بالتوازي مع حكاياتهما الليلية على سطح غرفة "زينة" تحت النجوم.

يسلط الفيلم الضوء على صعوبة تأمين الاحتياجات الأساسية في المدن المحاصرة آنذاك، خاصة الماء والمواد التموينية، التي أصبحت حلمًا لسكان تلك المدن. وبعد ازدياد حدة القصف، تقرر "هالة" أخذ ابنتها "زينة" والهرب من المدينة رغم معارضة زوجها، لتعيش يومًا كاملاً داخل المدينة المدمرة وهي تبحث عن طريق للهروب، ليجدهما "عامر"، ثم يغادرون المدينة معًا.

ينتهي الفيلم بخروج "هالة" وابنتها متجهتين نحو البحر، سعيًا للخلاص من الحرب وبدء حياة كريمة، ثم يلحق بهما "عزيز" في طريق الرحيل ويوافق على المغادرة.

الفيلم من تأليف وإخراج سؤدد كعدان، وتم تصويره في تركيا، وبطولة كندة علوش، وسامر المصري، وهالة زين، ونزار العاني.

جوائز دولية

حقق الفيلم جوائز دولية، منها جائزة "الجمهور" التي تقدمها شركة "أرماني" في مهرجان "البندقية" السينمائي، ليصبح أول فيلم عربي يفوز بهذه الجائزة. كما حصل على جائزة "لانترنا ماجيكا" من جمعية "تشيليتشيركولي الوطنية الاجتماعية الثقافية للشباب"، بالإضافة إلى جائزة "منظمة العفو الدولية" في مهرجان "ميدفيلم" السينمائي.

آراء داعمة

في حديث إلى عنب بلدي، أوضح مدير المؤسسة العامة للسينما، جهاد عبده، أن فيلم "نزوح" مهم بمضامينه وشكله السينمائي، وبنجاحاته وجوائزه العالمية، مضيفًا أن "نزوح" يخاطب مشاعر السوريين الذين عانوا تحديات قاسية ومؤلمة.

الفنانة السورية ريم عبد العزيز، قالت لعنب بلدي، إن فيلم "نزوح" أعاد ألم الشعب السوري، مؤكدة أن النتيجة اليوم هي انتصار سوريا، وأن الفترة الماضية كانت صعبة جدًا على الشعب السوري. وأشار الفنان السوري علاء قاسم لعنب بلدي إلى أن الفيلم يقدم جرعة إنسانية عالية المستوى، تبرز معاناة السوريين واعتقادهم أن خلاصهم يكون عبر سفرهم بالبحر، رغم تعرضهم للغرق والموت، وهذا يجرح إنسانيًا.

مشاركة المقال: