اختتمت يوم أمس فعاليات تظاهرة "أفلام الثورة السورية" التي شهدت حضوراً لافتاً. سلطت التظاهرة الضوء على أفلام وثائقية وروائية تجسد جوانب من الثورة السورية وتوثق لحظات مفصلية من التاريخ السوري المعاصر.
تعتبر هذه التظاهرة خطوة إيجابية وهامة نحو تطوير السينما السورية، والاحتفاء بالأصوات السينمائية التي تمكنت من سرد قصص ربما كانت في الماضي بعيدة عن الأضواء.
من جهة أخرى، يمكن اعتبار هذه التظاهرة بمثابة بداية لتطوير صناعة السينما في سوريا. قد تكون البداية متواضعة، ولكن هذه المبادرة قد تشكل نقطة انطلاق نحو استثمار أكبر في السينما السورية، وتطوير بنية تحتية لدعم الأفلام ذات الطابع الوطني أو الثوري.
بإمكان هذه التظاهرة أن تفتح المجال أمام جيل جديد من المخرجين والكتّاب السينمائيين الذين قد يستلهمون أفكارهم من الواقع السوري ويعكسونها على الشاشة بأبعاد إنسانية وجمالية عميقة.
إضافة إلى ذلك، تبقى السينما مساحة حرة للتعبير عن الآراء والوقائع بعيداً عن القيود التقليدية، مما يمنحها دوراً مهماً في تشكيل الذاكرة الجماعية وإعادة سرد تاريخ الأمة بأشكال مبتكرة.
إن نجاح تظاهرة "أفلام الثورة السورية" في استقطاب الجمهور واهتمام النقاد والمشاركين يعتبر مؤشراً إيجابياً على قدرة السينما السورية على استعادة مكانتها بين السينمات العالمية.
يبقى الأمل معقوداً على أن تكون هذه المبادرة ليست مجرد حدث عابر، بل بداية لظاهرة ثقافية سينمائية مستدامة، قادرة على التطور والنمو مع مرور الوقت.
في الختام، تظل السينما مرآة الشعوب، وسوريا بحاجة إلى إعادة اكتشاف نفسها من خلال الأفلام التي توثق تاريخها وتجسد تجارب شعبها. بالتالي، يمكن لتظاهرة "أفلام الثورة السورية" أن تكون بداية لنهضة سينمائية حقيقية على الرغم من التحديات.
وائل العدس