السبت, 11 أكتوبر 2025 11:31 PM

قسد ودمشق نحو الاندماج: خطوات أولى في الجيش السوري الموحد

قسد ودمشق نحو الاندماج: خطوات أولى في الجيش السوري الموحد

في تطور ملحوظ على الساحة السورية، أعلن القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مظلوم عبدي، عن زيارة مرتقبة لوفد من اللجنة العسكرية التابعة للقوات إلى دمشق. الهدف من الزيارة هو بحث آلية الاندماج في صفوف الجيش السوري، وهي خطوة يعتبرها المراقبون تحولاً هاماً في العلاقة بين الطرفين بعد سنوات من التوتر والمواجهات المتقطعة.

أوضح عبدي، في كلمته بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس “قسد”، أن اللجنة العسكرية تستعد للتوجه إلى العاصمة السورية “قريباً” لمناقشة تفاصيل الاندماج ضمن الجيش السوري. وأشار إلى أن وحدات مكافحة الإرهاب التابعة للقوات ستواصل مهمة قتال تنظيم “داعش” في مختلف أنحاء البلاد.

يأتي هذا الإعلان بعد أيام من تأكيد وزير الدفاع السوري، مرهف أبو قصرة، التوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار بين الجيش السوري وقوات “قسد”. وقد جاء هذا الاتفاق عقب لقاء جمع أبو قصرة بمظلوم عبدي في دمشق. وأكد أبو قصرة عبر منصة “أكس”: “اتفقنا على وقف شامل لإطلاق النار بكافة المحاور ونقاط الانتشار العسكرية شمال وشمال شرق سوريا، على أن يبدأ التنفيذ فوراً”.

سبق الاتفاق اشتباكات عنيفة في مدينة حلب، وتحديداً في حيي الأشرفية والشيخ مقصود، بين وحدات تابعة لـ”قسد” وعناصر من الجيش السوري. هذه الاشتباكات أعادت التوتر إلى الواجهة قبل أن تتدخل وساطات سياسية وعسكرية لإنهاء المواجهات.

تعتبر زيارة وفد “قسد” إلى دمشق اختباراً حقيقياً لمسار إعادة دمج القوات الكردية في المنظومة العسكرية السورية. وتدور أحاديث عن تفاهمات أولية برعاية روسية تهدف إلى توحيد الجهود ضد التنظيمات المتطرفة، وتقليل النفوذ الأميركي في مناطق شرق الفرات.

في المقابل، تظل ملفات الحكم الذاتي والإدارة المحلية والانتشار العسكري في شمال شرق البلاد من أبرز القضايا العالقة بين الطرفين. وتطالب “قسد” بضمانات سياسية وإدارية قبل الشروع في أي عملية دمج أو إعادة انتشار.

تتجه الأنظار إلى دمشق بانتظار نتائج اللقاء المرتقب، حيث يبدو أن العلاقة بين الجيش السوري و”قسد” تدخل مرحلة جديدة قد تعيد رسم خريطة النفوذ في شمال سوريا، وتمهد الطريق لتسويات أوسع تضمن وحدة القرار العسكري والسياسي في البلاد.

مشاركة المقال: