الإثنين, 21 أبريل 2025 11:17 PM

قضية آية قاسم: نفي الاختطاف يثير جدلاً حول مصير المختفيات في الساحل السوري

قضية آية قاسم: نفي الاختطاف يثير جدلاً حول مصير المختفيات في الساحل السوري

أثار نفي الشابة “آية قاسم” خبر اختطافها في فيديو نشرته محافظة طرطوس، العديد من علامات الاستفهام، خاصة مع تزايد الحديث عن ظاهرة اختطاف النساء في الساحل السوري. ورغم عودة “آية” ونفيها للاختطاف، لا تزال العديد من النساء مختفيات، مثل “بتول عارف حسن” التي لم تحظَ بالاهتمام الإعلامي الذي أثارته قضية “آية”.

سناك سوري-دمشق

في التفاصيل، نشرت صفحة محافظة طرطوس فيديو يظهر فيه مسؤول أمني يتحدث عن تفاصيل اختفاء “آية”، مشيراً إلى أن بلاغاً وصلهم يوم الخميس 17 نيسان يفيد باختفاء الشابة أثناء توجهها إلى دائرة الامتحانات في المدينة. وأضاف أنه بتاريخ 19 نيسان، أبلغهم والد الشابة أنها موجودة على أوتستراد حمص-طرطوس، فتوجهت دورية وأحضرتها إلى قسم الشرطة وهي بصحة جيدة. وذكر المسؤول الأمني أن “آية” كانت برفقة صديقة تعرفت عليها مع شاب آخر اسمه “أحمد” قبل شهرين في طرطوس، وتم تقديم الضبط للمحامي العام الذي قرر تسليمها لذويها.

وختم المسؤول الأمني حديثه بالقول: «كل ما يشاع عن حادثة آية هو عار عن الصحة، وجميع مقاطع الفيديو التي انتشرت كانت مفبركة بشكل غير دقيق من قبل آية وأصدقائها الذين ذكرتهم عند تواجدها لدينا».

لاحقاً، ظهرت “آية” في الفيديو نفسه، وقالت إنها خرجت من منزلها عند الساعة الثامنة والنصف صباحاً وأخبرت عائلتها أنها متجهة إلى دائرة الامتحانات، لكنها توجهت إلى الكراج الجديد لتنتقل إلى حمص ثم حلب، حيث كانت صديقتها التي تعرفت عليها عبر الفيسبوك بانتظارها. وأضافت أن تلك الصديقة أخبرتها بوجود عمل في مشغل خياطة، لكنها اكتشفت عند وصولها أنه لا يوجد عمل.

لاحقاً أقدم الشاب على ضرب “آية” ومن ثم التواصل مع عائلتها ليسمعوا صوتها ويفقدوا الأمل من عودتها ويتأكدوا من أنها مخطوفة، لكنّ الشابة تمكنت من القرار كما قالت لتبيت ليلة في الحديقة وفي صباح اليوم التالي تسافر إلى طرطوس وتتصل مع أهلها بعد أن نزلت في نقطة “مجدلون البحر”.

في ختام حديثها، قالت “آية” إن القصة ليست اختطافاً وإنها خرجت بنفسها بهدف العمل، وحين شعرت أن العمل “مو تمام” عادت، وأضافت: «مو خطف ولا فصائل ولا حدا ضغط عليي انا قلتلن بدي اطلع واحكي هذا الفيديو».

علامات استفهام

تخللت الرواية السابقة الكثير من علامات الاستفهام، وفضل كثير من الناشطين بحقوق الإنسان والصحفيين عدم إغفال الملف، كون “آية” ليست الضحية الوحيدة فيه، مع استمرار الحديث عن حالات اختطاف، آخرها محاولة اختطاف طالبة في الـ 13 من عمرها في مدينة اللاذقية باءت بالفشل، كما ذكر أهالي من المدينة عبر الفيسبوك.

الصحفي “بلال سليطين” قال إنه سمع شهادة “آية”، وأضاف: «لم أستطع تمييز ماذا يختلف عما حدث معها؟»، فبناء على ما قالته كان هناك عرض عمل كاذب بقصد الاستدراج إلى مكان محدد، كما تحدثت عن اعتداء جسدي في المكان الذي استدرجت إليه، مع ابتزاز الأهل عبر الهاتف وأخيراً هروبها من المنزل حين أتيحت لها الفرصة.

وقال “سليطين” إن كل تلك الجرائم يعاقب عليها قانون العقوبات السوري والفرار لا يُسقط الجريمة، «وكنا ننتظر من المسؤول الذي علق على ما حدث معها أن يوضح ما هي الإجراءات التي اتخذتها وزارة الداخلية بحق من استدرجوا الفتاة إلى هذا المكان؟».

عبد الله علي: الخطف عندما يتنكّر بزيّ استدراج مكتمل الأركان

الصحفي “عبد الله علي” اتفق مع رؤية زميله “سليطين”، وقال في منشور له على الفيسبوك: «كيف يكون الخطف إلا هكذا؟ ما اسم استدراج فتاة بذريعة عمل من محافظة إلى محافظة؟ ولماذا ضربها الشاب؟ وكيف مقاطع الفيديو غير صحيحة وفق ما قال المتحدث من قسم الشرطة، وآية قالت أن الشاب كان يضربها كي يسمعها أهلها وهي تصرخ عبر الهاتف ويفقدون الأمل منها؟؟؟».

وتابع تساؤلاته: «هل سننتظر آية كي تقول لنا إذا كان هناك فعل جرمي أم لا؟ أم هذا اختصاص القضاء الذي يجب أن ينظر في الوقائع ويطبق عليها النص القانوني المناسب؟ ثم أين حلا وأحمد؟ ماذا حلّ بهما؟ هل استجوبا وأحيلا إلى المحكمة؟».

الناشطة يارا مياسة: آية كانت مخطوفة!

الناشطة بحقوق الإنسان المقيمة في ألمانيا، “يارا مياسة”، طالبت بوقف استغلال أوجاع الناس ونشر فيديو عودة الشابة، وأضافت: «آية رجعت عبيتها مكسورة القلب والخاطر والجسد وكل ما يشاع عن سبب ومكان اختفائها محض هراء، آية كانت مخطوفة ولم تهرب كما يشاع عنها».

وبدت الناشطة حاسمة وهي تقول «نعم أجبرت وأجبرت وأجبرت لتقديم شهادة مزورة وتم اختراق كل معايير حقوق الإنسان في قضيتها»، دون أن تضيف المزيد من التفاصيل وفيما إن كانت تمتلك معلومات معينة موثقة حول القضية.

وسبق أن تداول ناشطون فيديو لوالدة “آية” وهي تقول إن “آية” بقيت محتجزة عدة ساعات في قسم الشرطة لأنهم يريدون أن تقول بأنها لم تكن مختطفة، الأمر الذي أثار المزيد من علامات الاستفهام قبل أن تظهر الشابة بفيديو جديد وهي تدخل منزل عائلتها ويستقبلونها بالدموع والفرح لعودتها.

وبينما عادت “آية” إلى منزل عائلتها، ما تزال “بتول عارف حسن” و”بشرى مفرج” مختفيتان دون أي معلومات عنهما حتى اليوم، فماذا عن بقية النساء المختفيات في الساحل وتكرار الحديث عن حوادث اختطاف جديدة في السوشيل ميديا؟

مشاركة المقال: