الخميس, 8 مايو 2025 06:58 PM

قلق متزايد على مصير المختطفين بعد ترقية "أبو حاتم شقرا" في الجيش السوري: عائلات تطالب بالكشف عن مصير أبنائها

قلق متزايد على مصير المختطفين بعد ترقية "أبو حاتم شقرا" في الجيش السوري: عائلات تطالب بالكشف عن مصير أبنائها

نالين علي – القامشلي في الـ 12 من تشرين الأول/ أكتوبر عام 2019، فقدت سناء عواد، والدة الأسير محمد علاء إبراهيم، التواصل مع ابنها الوحيد، عقب سيطرة فصائل موالية لتركيا على منطقة سري كانيه (رأس العين) بريف الحسكة الشمالي. وقبل ست سنوات وتحديداً في التاسع من أكتوبر 2019 بدأت تركيا وفصائل سورية موالية لها هجوماً عسكرياً برياً وجوياً على منطقتي سري كانيه وتل أبيض وسيطرت عليهما بعد معارك مع قوات سوريا الديمقراطية عقب الانسحاب الجزئي للقوات الأميركية من تلك المنطقة.

تقول سناء عواد، لنورث برس، إن ابنها الوحيد (25 عاماً)، كان يعمل سائقاً وممرضاً وكان يقل سيارة لنقل الأدوية عندما فقدت الاتصال به بعد الهجوم على رأس العين والسيطرة على طريق إم فور الدولي، أثناء توجهه إلى مدينة منبج بريف حلب، شمالي سوريا. وتضيف أن فصائل اختطفته بالتزامن مع حادثة مقتل السياسية الكردية هفرين خلف على نفس الطريق وفي ذات اليوم، مشيرة إلى أنه مدني ولا علاقة له بالقوات العسكرية.

وتشير إلى أن الفصيل الذي أسر ابنها هو فصيل أحرار الشرقية الذي كان يتزعمه أحمد الهايس الملقب أبو حاتم شقرا، والذي تسلم مؤخراً قيادة فرقة عسكرية تابعة لوزارة الدفاع في الحكومة الانتقالية. وأول أمس الاثنين، عيّنت وزارة الدفاع السورية، المعاقب أميركياً ”أبو حاتم شقرا” قائداً لقيادة “الفرقة 86” في دير الزور والحسكة والرقة.

وتبين والدة الأسير (سناء) أنها زارته لمرة واحدة فقط بعد شهر ونصف من أسره في مقر الأمنية التابعة لفصيل أحرار الشرقية بمنطقة سلوك بريف الرقة الشمالي، الخاضعة لسيطرة تركيا، ومنذ ذلك الوقت لا تعرف عنه شيئاً ولا يزال مصيره مجهولاً. وبعد فترة مرض والده سعد إبراهيم من شدة حزنه على فراق ابنه الوحيد، بحسب (عواد) وتوفي إثر تدهور حالته الصحية المشخصة بسرطان الطحال في أحد مشافي دمشق، فيما لم توقف والدته البحث عن ابنها حتى الآن.

ومع محمد علاء إبراهيم اختطف آزاد عثمان أيضاً من قبل فصيل أحرار الشرقية، ونشرت حينها صور على مواقع إعلامية تابعة لفصائل الجيش الوطني الموالي لتركيا صوراً لزعيم فصيل أحرار الشرقية (أبو شقرا) وهو يمسك بمحمد علاء وآزاد وهما مقعدين بين يديه.

إلى الآن لاتزال سناء عواد تذهب إلى سلوك كل بضعة أشهر لكنها لم ترَ ابنها إلا مرة واحدة: “هو في مبنى الأمنية بسلوك حتى أنهم سجلوا اسمه علاء الممرض وهكذا ينادوه، لكنهم يلعبون بأعصابي تارة يقولون إن تركيا أخذته إلى سجونها وأخرى يقولون أنهم سلموه إلى الشرطة العسكرية”.

يقول عبدالكريم عثمان، والد المفقود آزاد، لنورث برس، إن تعيين أبو شقرا غير مقبول، فيما تصف والدة المفقود محمد علاء، تعيينه بالصدمة، ويناشدان الرئيس الانتقالي أحمد الشرع بكشف مصير ولديهما وجميع المفقودين والسجناء في معتقلات الفصيل المعاقب أميركياً.

ويضيف أن ابنه آزاد عثمان (33 عاماً) اعتقل عند حاجز التروازية بريف سري كانيه، وبعد نحو شهر تسلم ثياب ابنه من والدة علاء بعد زيارتها لمقر الفصيل الذي كان يتزعمه أبو شقرا بمنطقة سلوك.

ويشير إلى أن ابنه لم يكن يرافق السياسية الكردية هفرين خلف كما روجته بعض وسائل الإعلام، داعياً الرئيس الانتقالي أحمد الشرع بكشف مصير ابنه وأن يحقق العدالة ودونها “لن يقبله الشعب السوري”، على حد تعبيره.

و”الهايس (أبو شقرا)” مدرج على لوائح العقوبات الأميركية على خلفية تورطه بقتل القيادية الكردية هفرين خلف، وارتكابه انتهاكات وجرائم ضد حقوق الإنسان، وعلاقته بتنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.

وعندما أدرجته وزارة الخزانة في 2021، مع فصيل “أحرار الشرقية” على لوائح العقوبات الأميركية، قالت في بيان، إنه متواطئ في عدد من الانتهاكات ضد حقوق الإنسان التي قام بها الفصيل، مضيفةً أنه كان يتولى المسؤولية عن سجن حلب التابع للفصيل في 2018، والذي جرى ضمنه إعدام مئات المعتقلين.

إضافة إلى ذلك، ذكرت أن “الهايس” متورط في الإتجار بالنساء والأطفال الإيزيديين، كما دمج أعضاء سابقين في تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في صفوف “أحرار الشرقية”، قائلةً إن عدداً من مسؤولي “داعش” السابقين قد أقسموا بالولاء له، وعملوا على دعم جهود الفدية والابتزاز التي يقوم بها فصيله.

وأدانت الناطقة باسم وحدات حماية المرأة المنضوية تحت سقف “قسد”، روكسان محمد، تعيين الحكومة السورية الانتقالية، لأحمد الهايس قائداً لفرقة عسكرية في المنطقة الشرقية بسوريا.

وأضافت القيادية الكردية عبر حسابها على منصة إكس: “هذا التعيين يُشرعن الإفلات من العقاب ويُكرّس العنف ضد المرأة والشعوب الأصلية”.

فيما ندد فرهاد شامي، مدير المركز الإعلامي لـ “قسد”، بقرار التعيين وقال: “المجرم أبو حاتم شقرا الذي ارتكب الكثير من الجرائم بما فيها جريمة اغتيال هفرين خلف مكانه خلف القضبان وليس المؤسسات الرسمية”.

وبين أنه على المعنيين “اتخاذ خطوات جريئة لمحاكمة المجرمين على جرائمهم ضد السوريين، لا يمكن لمجرم مطلوب داخلياً ومُعاقب دولياً بسبب سمعته السيئة أن يشغل مكان مجرمين سابقين بل لا بد أن يلحق بهم ويلاقي مصيرهم”.

وأدانت الإدارة الذاتية ومؤسسات نسوية ومنظمات حقوقية قرار التعيين، معتبرين أنه “يقوض العدالة ويشرعن الإفلات من العقاب”.

تحرير: عكيد مشمش/ خلف معو

مشاركة المقال: