السبت, 3 مايو 2025 01:28 AM

كتاب "في رحاب المسرح السوري": رحلة في تاريخ وتجارب وقامات المسرح السوري

كتاب "في رحاب المسرح السوري": رحلة في تاريخ وتجارب وقامات المسرح السوري

ميسون شباني: يقدم كتاب (في رحاب المسرح السوري) للباحث المسرحي السوري د. هيثم يحيى الخوجة تجارب فنية مهمة، محاكياً مسارات وقضايا تخص المسرح السوري. الكتاب، الصادر عن دار ميتافيرس بيرس للتوزيع والنشر في دولة الإمارات العربية المتحدة، كان باكورة إصدارات الدار في معرض أبو ظبي الدولي للكتاب.

يحتوي الكتاب على اثني عشر فصلاً تؤرخ للمسرح السوري، معتمداً على تقديم المعلومة التاريخية. يتناول الفصل الأول مسرح ما بعد الدولة العثمانية، وعصر نهضة المسرح السوري، ومسرح الطفل، وعلاقة المسرح بالمؤسسات التربوية، كما يخصص قسماً للتعريف بعدد من المسرحيين السوريين.

يسلط الكتاب الضوء على تجارب مسرحية مهمة، منها تجربة مسرح الشوك، الذي يصفه الخوجة بأنه "واحد من المسارح المهمة التي أدت دوراً فاعلاً ومؤثراً في سوريا في عقدي الستينيات والسبعينيات". ويشير إلى أن الفنان عمر حجو هو من دعا لتأسيسه، وسرعان ما تحول إلى مدرسة فنية متميزة، انضم إليها كبار الفنانين مثل دريد لحام ونهاد قلعي ورفيق سبيعي وطلحت حمدي وعدنان بركات وياسين بقوش.

يؤكد الخوجة أن أهم ميزات مسرح الشوك هي "الانحياز إلى التقشف وجعله وسيلة اتصال مع المتلقي الذي يرغب أن يشاهد واقعه ومعاناته على خشبة المسرح". ويرى أنه "تجاوز عقد الخوف – إلى حد ما – وعلى الأخص عندما تهكّم وسخر من الممارسات الاجتماعية المغلوطة بأسلوب ذكي وممتع، ومنذ انطلاقته عام 1969 حرّك نبض المسرح".

كما يتوقف الكتاب عند تجربة المسرح العمالي، التي أسسها الكاتب والمخرج السوري فرحان بلبل، الذي كرس حياته الإبداعية لتقديم المسرح وتطويره في حمص وسوريا عموماً. يصف الخوجة انطلاقة فرقة المسرح العمالي في أوائل السبعينيات بأنها "انطلاقة جادة عامرة بأهدافها وعطائها"، مدعومة من اتحاد العمال ووجود مؤلف ومخرج مسرحي متمرس.

تحت عنوان "رؤية في عروض ونصوص مسرحية سورية"، يقدم الكتاب تحليلاً لعرض مونودراما شهير كتبه ممدوح عدوان وأخرجه ومثله زيناتي قدسية، معتبراً إياه "أحد العروض المسرحية البارزة في تاريخ فن المسرح في سورية نظراً لشكله الجديد ومضمونه العميق".

يشير الكتاب إلى أن المسرحية "حملت الكثير من المضامين الجيدة التي ركزت على بؤر حارة في موضوعات حياتية معيشة"، مثل "الحليب الفاسد الذي تصدره الدول الكبرى إلى الدول النامية، والاهتمام بالمظاهر الزائفة، واستخدام الأدوات الحضارية من أجل أمور تافهة، والبطالة الناتجة عن سوء التخطيط، والكسب غير المشروع من أجل الإثراء السريع".

يذكر الكتاب قامات مسرحية مهمة مثل سعد الله ونوس وفرحان بلبل وفواز الساجر، الذي يرى الخوجة أنه "فتح شرفة واسعة للحركة المسرحية في سورية، باعتباره أرسى قواعد جديدة في التعامل مع النص المسرحي ومسرحة النصوص الأدبية، وتدريب الممثل، والتعامل مع المؤثرات والجمهور والتشكيل الحركي والإيقاع".

ويصف أسلوب فرحان بلبل في الإخراج المسرحي بأنه "أقرب إلى أسلوب بريخت، فهو يركز على تقنية التغريب، التي تهدف إلى جعل المتلقي في وعي كامل لما يجري على خشبة المسرح".

بالإضافة إلى ذلك، يتناول الكتاب في فصول مستقلة محاور مؤثرة في المشهد المسرحي السوري، مثل المسرح البصري، ومسرح الطفل، والمسرح المقاوم، والسيرة المسرحية، والفرجة المسرحية، والموسوعة المسرحية العربية، ولغة العرض المسرحي، والمسرح الشعري.

يذكر أن معرض أبو ظبي الدولي للكتاب يقام هذا العام تحت شعار "مجتمع المعرفة… معرفة المجتمع"، بمشاركة أكثر من 1400 جهة عارضة تمثل 96 دولة.

مشاركة المقال: