الثلاثاء, 5 أغسطس 2025 03:48 AM

رسالة تعزية وزير الثقافة السوري لفيروز تثير جدلاً بسبب توقيتها ولغتها

رسالة تعزية وزير الثقافة السوري لفيروز تثير جدلاً بسبب توقيتها ولغتها

أثارت رسالة التعزية التي نشرها وزير الثقافة السوري، محمد ياسين الصالح، إلى السيدة فيروز بوفاة نجلها الموسيقار والمسرحي زياد الرحباني، جدلاً واسعاً. ويعود سبب الجدل إلى تأخر الرسالة التي جاءت بعد انتهاء مراسم العزاء، وإلى اللغة الأدبية التي استخدمها الوزير والتي ركزت على مكانة فيروز أكثر من تركيزها على نعي الراحل زياد.

الرسالة التي نشرها الصالح على حسابه الشخصي وحساب وزارة الثقافة في منصة إكس، استهلها بالقول: «لا أكتب إليكِ معزياً بصفتي الرسمية، بل بما تحمله الثقافة من وجع وحنين وأسئلة… كيف لصوت امرأة أن يكون وطناً؟ وكيف نعزّي الوطن؟»

وعلى الرغم من أن الوزير أعلن أن الرسالة شخصية، إلا أنه وقعها بصفته وزير الثقافة السوري ونشرت عبر القنوات الرسمية للوزارة، الأمر الذي أثار تناقضاً بين الطابع الشخصي المعلن والإطار الرسمي الفعلي. وركزت الرسالة على فيروز كرمز وجداني وقومي، واستحضرت علاقتها التاريخية بدمشق من الإذاعة إلى معرض دمشق الدولي، ووصفها الصالح بأنها «رؤية» و«عمود من أعمدة الأصالة»، بينما اختُتمت بتعزية عامة على فقيدها، مع إشارة إلى اختلاف المواقف السياسية مع زياد الرحباني من دون أن يذكره بالاسم في معظم فقرات النص.

توقيت الرسالة جاء بعد تداول واسع لغياب موقف رسمي سوري عن التعزية، خصوصاً بعدما حضر وفد من وزارة الثقافة القطرية لتقديم واجب العزاء في بكفيا في جبل لبنان، ما أحرج الوزير السوري المحسوب على قطر بوصفه مذيعاً ومقدم برامج في قناة الجزيرة، وأثار موجة انتقادات عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي. واعتبر البعض أنه صاغها حتى لا يتخلف عن الركب الرسمي القطري.

بهذه الصياغة، تحولت الرسالة التي أراد الوزير أن تبدو شخصية إلى مادة نقاش إعلامي وثقافي حول تأخر الموقف الرسمي السوري ومحاولة الفصل بين فيروز وزياد، في حدث جمع بين السياسة والثقافة والرمزية الفنية في لحظة وداع مؤثرة لواحد من أبرز المجددين في الموسيقى العربية.

وتحظى فيروز وعائلة الرحباني بأهمية خاصة في الوجدان والذاكرة السوريين، إذ لا يغيب صوت فيروز عن الإذاعات السورية التي تفتح بثها صباحاً بأغنيات ومسرحيات الأخوين رحباني، كما يعتبر زياد الرحباني من أعم الملهمين للخطاب السياسي لدى الشباب السوري قبل 2011، وكان زياد قد أشار في إحدى مقابلاته إلى الاهتمام الخاص الذي أبداه نظام حافظ الأسد بمرض والده عاصي الرحباني.

مشاركة المقال: