الإثنين, 28 أبريل 2025 11:22 PM

كنز في أعماق البحر الأحمر: اكتشاف مستعمرة مرجانية عمرها 800 عام قبالة سواحل السعودية

كنز في أعماق البحر الأحمر: اكتشاف مستعمرة مرجانية عمرها 800 عام قبالة سواحل السعودية

اكتشفت "البحر الأحمر الدولية" مستعمرة مرجانية ضخمة من نوع "بافونا" في البحر الأحمر، يقدر عمرها بين 400 و 800 عام. تقع المستعمرة داخل مياه وجهة "أمالا" في الساحل الشمالي الغربي للمملكة العربية السعودية.

يُعد هذا الاكتشاف من أبرز الاكتشافات البيئية في المنطقة، وتنافس المستعمرة بحجمها أكبر مستعمرة مرجانية في العالم، حيث تبلغ مساحتها 32 × 34 متراً.

يعتبر هذا المرجان المكتشف الأكبر من نوعه حتى الآن، ومن المتوقع أن يصبح نقطة جذب رئيسية للسياح في وجهة "أمالا"، مما يوفر تجربة غوص استثنائية في أعماق البحر الأحمر. ستتيح "البحر الأحمر الدولية" للسياح فرصة الاستمتاع بجمال هذه المستعمرة، مع ضمان الحفاظ على البيئة وتقليل أي تأثيرات سلبية على النظام البيئي المحلي.

أوضح رئيس حماية البيئة وتجديدها في "البحر الأحمر الدولية"، أحمد الأنصاري، أن "هذا الاكتشاف الاستثنائي يجسد الأهمية البيئية الكبيرة التي يمثلها البحر الأحمر، إلى جانب جماله الطبيعي الفريد. تؤمن "البحر الأحمر الدولية" بحماية الشعب المرجانية كأولوية حيوية، وتمثل هذه المستعمرة العملاقة كبسولة زمنية تحتوي على معلومات بيئية هامة، تساعد على فهم التحولات المناخية السابقة وتوجيه جهود "البحر الأحمر الدولية" لمواجهة التحديات البيئية المستقبلية".

وأشار إلى أن "دراسة هذا المرجان ستكون أساسية في الحفاظ على الشعب المرجانية في البحر الأحمر وحول العالم للأجيال المقبلة".

عمرها 800 عام

يذكر أن تحديد عمر هذه الشعب المرجانية العملاقة يعد أمراً معقداً نظراً للظروف التقنية وغياب معدلات النمو الدقيقة لهذا النوع من المرجان في البحر الأحمر. ولكن استنادًا إلى حجم المرجان، وتقديرات معدلات النمو المأخوذة من المحيط الهادئ، واستخدام تقنيات التصوير الفوتوغرامتري، يقدر عمرها بين 400 و 800 عام.

ستتواصل الدراسات المستقبلية من قبل "البحر الأحمر الدولية" وجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) لتحديد عمر المرجان بدقة أكبر.

تُعد الشعب المرجانية في البحر الأحمر من أكثر النظم البيئية صمودًا حول العالم، إذ تكيفت جينيًا مع درجات الحرارة المرتفعة والملوحة العالية. يعتزم فريق الباحثين المراقبة المستمرة لهذه المستعمرة لفهم العوامل التي ساعدتها على البقاء قرونًا طويلة.

من جهتها قالت العالِمة في "البحر الأحمر الدولية" روندا سوكا -المشاركة في اكتشاف هذه المستعمرة-: "إن العثور على هذه المستعمرة كان بمثابة اكتشاف كنز طبيعي، وما يميزها هو قدرتها الفائقة على الصمود في ظل الظروف البيئية القاسية".

نادر للغاية

وبينت زميلتها العالِمة سيلفيا ياغيروس أن اكتشاف مستعمرة بهذا الحجم أمر نادر للغاية، وتعد جهود توثيق ورسم خريطة لهذه الشعب المرجانية جزءًا أساسيًا من مشروع "Map the Giants"، الذي يهدف إلى تحديد وتوثيق المستعمرات المرجانية العملاقة التي تتجاوز مساحتها خمسة أمتار حول العالم. يُعد هذا الاكتشاف ثاني مستعمرة مرجانية عملاقة تُوثق من قبل "البحر الأحمر الدولية" خلال الأشهر الأخيرة.

من المقرر أن تستقبل وجهة "أمالا" أول ضيوفها في وقت لاحق من هذا العام، مع رؤية طموحة لتحويلها إلى وجهة صحية واستشفائية عالمية رائدة. ستضم الوجهة أكثر من 1400 غرفة فندقية موزعة على 8 منتجعات فاخرة، وتستقطب نخبة مشغلي خدمات الصحة والعافية من حول العالم، لتقديم برامج استشفائية متكاملة.

مشاركة المقال: