كشفت صورة انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي عن اجتماع جمع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني برئيس المرحلة الانتقالية السورية أحمد الشرع، بحضور أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في الدوحة. الزيارة، التي كان من المفترض أن تبقى سرية، تأتي في ظل معارضة بعض الأطراف العراقية لتطبيع العلاقات مع سوريا.
مصدر مطلع أكد لـ بي بي سي أن الزيارة جرت يوم الثلاثاء الماضي وكانت خاطفة، بينما أشار مصدر سياسي مقرب من الحكومة العراقية إلى أن إبقاء الزيارة طي الكتمان يعود إلى عدم مصارحة الحكومة لبعض حلفائها، وأنها جاءت "لجس نبض" الشرع، الذي تعتبره شريحة واسعة من العراقيين شخصية مثيرة للجدل.
تسريب صورة اللقاء وضع الحكومة العراقية في موقف محرج، خاصة وأنها لم تصدر أي بيان رسمي بشأنه، على عكس قطر وسوريا. حسين علاوي، مستشار رئيس الوزراء العراقي، أوضح أن اللقاء جاء بعد مناشدات قطرية ورغبة سورية في التطبيع، وأن العراق استجاب لهذه الدعوات.
وأضاف علاوي أن العراق يسعى من خلال هذه الخطوة إلى إعطاء العلاقات العربية زخماً كبيراً واستقراراً ينعكس إيجاباً على الأمن الإقليمي والاقتصاد والتنمية، مشيراً إلى حاجة سوريا الملحة للتطبيع مع العراق في مجالات الأمن والطاقة.
اللقاء يأتي بعد يوم من إعلان السوداني أن الرئيس السوري مرحب به في القمة العربية المقبلة في بغداد. العلاقات بين العراق وسوريا شهدت توتراً في الماضي، لكنها تحسنت في فترات لاحقة، لا سيما في ظل مواجهة مشتركة لتنظيم الدولة الإسلامية.
في ظل التطورات الإقليمية المتسارعة، تبرز مساعٍ عربية لتعزيز الحوار بين العراق وسوريا. علاوي أكد أن قطر وسوريا تدركان أهمية أن يكون العراق متصالحاً مع جيرانه، وأن استقرار سوريا التام لا يتم إلا بمباركة عراقية.
وأشار إلى أن السوداني ملتزم بالمصالح الوطنية العليا للبلاد، وينظر إلى ضرورة متابعة جهود العراق في النظر إلى آمال الشعب السوري، والحفاظ على مستوى استراتيجي من الاتصال بالقيادة السورية.
علاوي لفت إلى المصالح الاستراتيجية المشتركة بين البلدين، مثل الحدود الطويلة، والحملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، والعتبات المقدسة، والمنافذ التجارية، والتجارة البينية، ومكافحة المخدرات والاتجار بالبشر.
اللقاء الثلاثي يهدف أيضاً إلى تشجيع القيادة السورية على تمثيل كل المكونات الاجتماعية داخل سوريا، ورعاية المصالح المشتركة بين البلدين. علاوي أكد أن العراق يمارس من خلال ذلك دور الأخ الأكبر والداعم للاستقرار الإقليمي.
اللقاء أثار جدلاً بين العراقيين، ويرى مراقبون أن هناك ضغوطاً داخلية وإقليمية كانت تعيق إعادة علاقات حقيقية مع الحكومة السورية.