الأحد, 20 أبريل 2025 11:11 AM

لماذا تسعى إيطاليا لتطبيع علاقاتها مع نظام الأسد؟

لماذا تسعى إيطاليا لتطبيع علاقاتها مع نظام الأسد؟
ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية أن رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني تبذل جهوداً كبيرة لدفع الاتحاد الأوروبي إلى استئناف العلاقات مع النظام السوري بقيادة بشار الأسد، وذلك في إطار خطة تهدف إلى معالجة تحديات الهجرة غير الشرعية وإعادة حوالي مليون لاجئ سوري إلى وطنهم. تأتي هذه التحركات بالتزامن مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، ما أثار مخاوف الأوروبيين من موجات جديدة من اللاجئين. تعتزم ميلوني زيارة لبنان بعد مشاركتها في القمة الأوروبية الأخيرة، حيث استطاعت إقناع بعض الدول الأوروبية بتأييد مقترحاتها حول التعامل مع ملف الهجرة. ورغم أن الزيارة تبدو ظاهرياً لدعم القوات الإيطالية المشاركة في قوات حفظ السلام، إلا أن الغرض الأساسي هو مناقشة أزمة اللاجئين مع القادة الإقليميين. وفي خطوة جديرة بالملاحظة، أقدمت ميلوني على تعيين سفير إيطالي في دمشق، في إشارة إلى رغبتها في تعزيز الحوار مع النظام السوري. تُعد هذه الخطوة تحوّلاً ملحوظاً في السياسة الأوروبية، حيث اعتبر الكاتب برونو واترفيلد من صحيفة "التايمز" أن ميلوني تقود نهجاً أكثر تشدداً مقارنة بالموقف الإنساني التقليدي للاتحاد الأوروبي. خلال القمة الأوروبية، دعت ميلوني إلى التعاون مع النظام السوري لضمان "عودة آمنة وطوعية" للاجئين السوريين، معتبرة أن هذا التعاون ضروري في رسم سياسة أوروبية جديدة للتعامل مع الأزمة السورية والهجرة. الاتحاد الأوروبي قطع علاقاته مع النظام السوري منذ عام 2011 على خلفية قمع الثورة السورية وما تبعها من تداعيات إنسانية واسعة. ورغم ذلك، فإن ميلوني تقود مساراً جديداً باتجاه إعادة العلاقات، مدفوعة بالمخاوف الأوروبية من تفاقم أزمة اللاجئين نتيجة تصعيد التوترات في المنطقة، خاصة الهجمات الإسرائيلية التي امتدت لتشمل لبنان. تشدد ميلوني أيضاً على أهمية إنشاء معسكرات حدودية لاحتجاز المهاجرين غير النظاميين وتدرس خطوات أخرى للتعامل مع هذا الملف، فيما يبدو أنها تلقى دعماً من رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين. هذه الخطوات تعكس نفوذ ميلوني المتزايد في السياسة الأوروبية، ما يُنذر بإمكانية حدوث تغييرات جذرية في تعامل الاتحاد الأوروبي مع قضايا الهجرة والأزمة السورية.
مشاركة المقال: