الثلاثاء, 23 سبتمبر 2025 03:17 PM

مؤتمر حل الدولتين: هل ينجح في تحقيق تغيير ملموس على أرض الواقع؟

مؤتمر حل الدولتين: هل ينجح في تحقيق تغيير ملموس على أرض الواقع؟

في خطوة استباقية للتلويح الأميركي بضم إسرائيل للضفة الغربية المحتلة، كرد فعل على الاعتراف المتزايد بالدولة الفلسطينية، يعقد زعماء أوروبيون وخليجيون "المؤتمر الدولي الرفيع المستوى للتسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين". هذه المبادرة، التي تقام برعاية فرنسية سعودية، كانت قد أطلقت للمرة الأولى في تموز الماضي.

على الرغم من اعتراف بريطانيا وكندا وأستراليا بالدولة الفلسطينية قبل المؤتمر، إلا أن رحيل حركة "حماس" عن السلطة سيظل مطلباً رئيسياً في الأمم المتحدة بنيويورك، ونقطة تفاوض بين عواصم عديدة، بما فيها لندن، وفقاً لصحيفة "غارديان" البريطانية.

وبخلاف "الصفقات العقارية الضخمة" التي يتصورها بعض الوزراء الإسرائيليين لقطاع غزة، تقترح خطة إعادة الإعمار المدعومة من الأمم المتحدة إنشاء حكومة تكنوقراط لمدة عام، وقوة دولية لحفظ السلام، مع رفض الترحيل الجماعي للفلسطينيين.

مع إصرار الدول المعنية على تخلي "حماس" عن سلاحها، يؤكد ستيفن كوك، الخبير في شؤون الشرق الأوسط في "مجلس العلاقات الخارجية"، أن كل دولة لديها قواعد انتخابية تنتقد إسرائيل بشدة. ويشير إلى أن الوضع في غزة سيئ، مما يدفع القادة للشعور بضرورة التحرك، وهو ما قادهم للاعتراف بالدولة الفلسطينية.

بينما تهيمن المخاوف الإنسانية على الخطاب العام، يرى بعض الخبراء أن السياسة الداخلية هي المحرك الحقيقي للزعماء الأوروبيين. إليوت أبرامز، في حديث لـ "مجلس العلاقات الخارجية"، يؤكد أن الاعتراف بفلسطين ليس قضية سياسة خارجية في دول مثل أستراليا أو المملكة المتحدة أو فرنسا، حيث يفوق عدد المسلمين عدد اليهود بنسبة كبيرة، بل هو خطوة سياسية داخلية لجذب الناخبين المسلمين.

ويرى كوك أن الإعلانات الجديدة عن دعم الدولة الفلسطينية تأتي في وقت تواجه فيه غالبية تلك الدول ضغوطاً من الدوائر الانتخابية المحلية المعارضة لحرب إسرائيل. ومع ذلك، يشير إلى أن هذا التغيير في السياسة "لن يؤدي، على الأرجح، إلى فارق ملموس على الأرض بالنسبة إلى الفلسطينيين"، خاصة وأن رغبة إسرائيل في إجراء نقاش حول حل الدولتين لا تزال ضئيلة.

ويرى مراقبون آخرون أنه حتى لو صوتت غالبية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لصالح إقامة الدولة الفلسطينية، فإن الاعتراف الرسمي يتطلب موافقة مجلس الأمن، وهي خطوة يعتبرها الكثيرون غير مرجحة بسبب المعارضة الأميركية المستمرة.

يضاف إلى ذلك التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية، الذي وصل إلى مرحلة تقوض أي فرصة حقيقية لإقامة الدولة "المنشودة"، في ظل غياب أي إجراءات رادعة. وعلى الرغم من الموقف البريطاني "اللافت" حول الاعتراف بالدولتين، فمن الواضح أن لندن تنسق موقفها مع واشنطن عن كثب، وتبحث معها الخطوات "التالية" التي يجب اتخاذها.

عشية المؤتمر، نشرت صحيفة "إل باييس" الإسبانية تقريراً يفيد بأن "الفيتو" الأميركي على قرار مجلس الأمن الذي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، سلط الضوء على "العزلة المتزايدة لواشنطن وتلميذتها إسرائيل على الساحة الدولية، بعد ما يقرب من عامين من الحرب". وجاء الفيتو الأخير، بحسب الصحيفة، في الوقت الذي يعتقد فيه ما يقرب من نصف الأميركيين أن إسرائيل ذهبت "بعيداً جداً" في قطاع غزة، وفقاً لاستطلاع أجرته وكالة "أسوشيتد برس" بالتعاون مع "نورك".

أخبار سوريا الوطن١-الأخبار

مشاركة المقال: