السبت, 21 يونيو 2025 01:45 AM

ما الذي تسعى إليه واشنطن في الشرق الأوسط؟ قراءة في استراتيجية المصالح

ما الذي تسعى إليه واشنطن في الشرق الأوسط؟ قراءة في استراتيجية المصالح

أخبار سوريا والعالم/ في عالم تحكمه المصالح الاقتصادية قبل أي شيء آخر، ترى أوساط دبلوماسية أن الولايات المتحدة الأميركية تسمح باهتزاز صورة إسرائيل في حربها المفتوحة مع إيران، مع الحرص على عدم تعريضها لخطر وجودي. وتقدم لها ما يلزم من صواريخ، ولكن ليس تلك القادرة على توجيه ضربة قاصمة للمفاعل النووي الإيراني، الذي لا يزال بعيدًا عن الصواريخ التقليدية التي تستخدمها تل أبيب في هذه المواجهة.

الحسابات الأميركية لا تركز على نتائج الحرب بين إسرائيل وإيران، بل على كيفية فرض شروط تفاوضية عندما تقتنع طهران بعدم قدرتها على تغيير المعادلات الحالية. ستجد طهران نفسها مضطرة للتسليم بما تمليه واشنطن. تتعامل واشنطن مع المعطيات الميدانية يوميًا، بناءً على تقارير استخباراتية حول قدرة إسرائيل على التحمل، والتي ستضطر أيضًا للرضوخ لمساعي الولايات المتحدة الأميركية، انطلاقًا من حديث الرئيس دونالد ترامب عن السلام العالمي، وفق رؤيته القائمة على المصالح الأميركية أولًا.

لتحقيق ذلك، يرى نفس المصدر الدبلوماسي أنه يجب على الرئيس ترامب إيجاد أرضية مشتركة لجلوس تل أبيب إلى طاولة المفاوضات المفتوحة دون شروط مسبقة، إلا بما يتلاءم مع المصلحة العليا لأميركا. فإذا أصرت إسرائيل على أنها "القوة التي لا تُقهر"، فإن فرص نجاح التفاوض المستقبلي ستكون ضئيلة. أما إذا اهتزت صورتها، ولو قليلًا، دون هزيمتها، فقد يسهل ذلك على الرئيس الأميركي إقناعها، وكذلك طهران، بالجلوس إلى طاولة المفاوضات، التي ستتغير ظروفها وطبيعتها بعد هذه الحرب. فكل من إسرائيل وإيران أصبحتا جزءًا من المعادلات الإقليمية، التي يستحيل على أميركا التوصل إلى تسوية على "الطريقة اللبنانية"، ما لم تشاركا في هذه المفاوضات غير المباشرة، وبوساطة عُمانية، باعتبار سلطنة عُمان الدولة المضيفة للمفاوضات السابقة بين واشنطن وطهران، والمرشحة للعب أدوارًا توافقية في المرحلة المقبلة.

ترى هذه الأوساط أن نظرية "إيران المغلولة اليد" و"إسرائيل المنكسرة الخاطر" ستسمح لواشنطن بأن يكون لها الكلمة الفصل في إيجاد حل مستدام في منطقة مضطربة منذ أكثر من ثلاثة عقود، انطلاقًا من "حل الدولتين"، بحيث يكون للفلسطينيين دولتهم المعترف بها دوليًا، وبشروط تضمن لإسرائيل ودول الجوار استقرارًا قائمًا على التسويات الممكنة.

بدخول إيران في حرب المواجهة مع إسرائيل، تكون قد حجزت لنفسها مقعدًا متقدمًا عند التسويات الكبرى، وضمنت أن تكون من بين الدول الإقليمية المؤثرة في تقاسم النفوذ مع كل من المملكة العربية السعودية ومصر وتركيا. ولكن هذا يتطلب منها التنازل عن طموحاتها في امتلاك قوة نووية ناشطة، وحصر الاستعمال النووي بالقضايا المدنية.

قد يسهل هذا الأمر أيضًا على دول الجوار، مثل سوريا ولبنان، الدخول في خطة متكاملة لسلام أشبه بـ "التطبيع" الممنهج غير الفاقع الألوان. الدعم الأميركي لسوريا بعد رفع العقوبات يجعلها أقرب إلى هذه المعادلة من لبنان، الذي يُقال إنه آخر بلد عربي قد يوقع اتفاقية سلام مع إسرائيل، التي تبقى بالنسبة إلى جميع اللبنانيين العدو الأوحد، الذي له مطامع بلبنان، والذي عانى منه أبشع أنواع الحروب على مدى سنوات، حتى قبل قيام "حزب الله".

المصدر: خاص لبنان24

مشاركة المقال: