السبت, 5 يوليو 2025 04:42 PM

مبيدات وأسمدة ومحفزات الإنتاج السريع: هل هي خارج السيطرة وتضر بغذائنا؟

مبيدات وأسمدة ومحفزات الإنتاج السريع: هل هي خارج السيطرة وتضر بغذائنا؟

في خضم السعي لتحقيق إنتاج زراعي وفير كمًا ونوعًا، وفي ظل ظروف مناخية متغيرة لم يشهد العالم مثيلًا لها منذ عقدين أو أكثر، يثور التساؤل حول ما إذا كان تحقيق الأمن الغذائي وسلامة الغذاء وجودته والاستدامة البيئية للزراعة المستقبلية أمرًا مضمونًا اليوم. لقد أصبح الاقتصاد الزراعي معولمًا، ودخلت فيه مختلف أنواع التكنولوجيا، مما يدفع المنتجين إلى استخدام المزيد من المبيدات والمحرضات والأسمدة بهدف زيادة الإنتاج الكمي في أصغر مساحة ممكنة، وتحقيق الأرباح بغض النظر عن الملوثات التي قد تصيب الأرض والإنسان معًا، وخاصة بالنسبة للخضراوات التي تستهلك طازجة. ومن المعروف أنه عند استخدام الأسمدة والكيماويات الزراعية بمعدلات أعلى من المطلوب، فإنها تصبح ملوثات غذائية بشرية، وتلوث البيئة أيضًا، ولكن بالمقابل، عند استخدامها وفق المعدلات المناسبة، فإنها تحسن نوعية الإنتاج. غير أن سوء استعمال المبيدات والمحرضات والأسمدة أمر شائع، وهذا غير مقبول وله أثر غير صحي على السلامة العامة.

محدودية الأرض سبباً

يواجه المزارعون في العالم العربي، وسوريا جزء منه، عوائق كثيرة فيما يتعلق بمردود الأرض وضعف الإنتاج بسبب التغير المناخي القاسي. فقد وصلت درجة الحرارة في السعودية قبل أيام إلى ٤٩ درجة، وهي أعلى معدل في العالم، إذ لم تتعد في البرتغال الـ ٤٦ درجة مئوية، وهذا من شأنه أن يؤثر سلبًا على الإنتاج الزراعي. وقد شهدت سوريا ارتفاعًا ملحوظًا في درجات الحرارة، مما أثر بالتالي في الإنتاج من حيث المردود والنوعية. فعلى سبيل المثال، لم تعط أرض مساحتها هكتارين أي عشرين دونمًا أكثر من ٦ أطنان من القمح. وحتى من يدقق في تفاصيل بعض الفواكه يلاحظ أشكالها المتغيرة، إضافة إلى العجز المائي جراء قلة الواردات المطرية السنوية، والأهم من كل هذا وذاك، ضعف خصوبة التربة وانخفاض الاستثمارات في أساليب الري وتقنياته، ليأتي بعد ذلك سوء التسعير غير الملائم، فمثلًا اليوم تباع أربعة كيلوغرامات بندورة بعشرة آلاف ليرة. كل ذلك يحدث في ظل نظم التسويق. وبشكل عام، ينسب نحو ٥٥% من الزيادة في الإنتاج الزراعي إلى استعمال الأسمدة، وقد يكون هذا في مجال العديد من الزراعات، ولكن في سوريا قد لا يكون الأمر كذلك، وإن حدث فبنسبة ضئيلة.

في السنوات الماضية، ربما لم يكن استخدام المبيدات والأسمدة قد حدث بشكل غير مقبول وخارج الاستخدامات العلمية نظرًا لارتفاع أسعار الأسمدة والمبيدات وضعف القوة الشرائية لدى المزارعين، ولكن قد يكون حدث باستخدام مواد المكافحة الحشرية ورش المبيدات، وهذا لا يقلل من شأن خطورة المنتج الزراعي الغذائي. ومن المعروف أن المنتج السوري لا يضاهيه ولا يساويه منتج مماثل في أي بلد كان، فهو يمتاز بالجودة والنكهة، ونأمل ألا يفرط المزارعون المقتدرون باستخدام هذه المبيدات والأسمدة والمحفزات الأخرى على هذه الجودة والنكهة.

بالمختصر المفيد؛ إن سلامة الغذاء قضية أساسية للصحة العامة في العالم أجمع، وقد أجرت العديد من البلدان تعديلات موسعة لمواصفاتها وأنظمتها المتعلقة بسلامة الغذاء، من خلال التعاون مع منظمة الصحة العالمية. في هذا السياق، حددت منظمة "الفاو" الممارسات الزراعية الجيدة وعرفتها بأنها تطبيق المعلومات المتوافرة للتعامل مع الاستدامة البيئية والاقتصادية والاجتماعية للإنتاج الزراعي وكذلك لعمليات التصنيع بهدف أن تكون مأمونة وصحية.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _راي اليوم

مشاركة المقال: