سلّط تقرير لصحيفة إيكونوميست البريطانية الضوء على إطلاق موقع إلكتروني تفاعلي بعنوان "متحف سجون سوريا". يهدف الموقع إلى توثيق مآسي التعذيب والقمع التي عانى منها عدد كبير من السوريين في سجون النظام البائد على مدى عقود، وخاصة في سجن صيدنايا.
ذكرت الصحيفة في تقريرها أن الموقع، الذي أطلقه صحفيون ونشطاء، يقدم سرداً شاملاً "للدور القاتم" الذي لعبه سجن صيدنايا خلال السنوات الماضية. وأضافت أن السوريين، منذ سقوط نظام الأسد، بدأوا في توثيق عقود من القمع في السجون، الأمر الذي أفرغ بلادهم من الحياة. وأشارت إلى أن الموقع الجديد يعتبر "تذكاراً وأرشيفاً جنائياً"، ويوفر "تجربة مؤلمة وواقعية للزائرين"، حيث يعرض بالتفصيل مراحل التعذيب والقمع التي تعرض لها السوريون في سجن صيدنايا.
كما تحدثت الصحيفة عن غرف الإعدام في سجن صيدنايا، وعن الوثائق التي تتضمن العبارات المستخدمة لوصف موت السجناء، بالإضافة إلى شهادات مصورة يروي فيها الناجون قصصهم عن قسوة الحراس.
أوضحت الصحيفة أن نظام الأسد استخدم "السجون لاحتجاز المعارضين من مختلف التيارات والفئات"، مشيرة إلى أن هذه السجون تحولت خلال الأعوام الـ 14 الماضية إلى "أماكن للإعدام بقدر ما كانت مراكز للاعتقال".
كما أوضحت أن سجن صيدنايا كان يعتبر الأخطر بالنسبة لمعارضي النظام البائد في رحلة معقدة من التعذيب عبر مراكز التحقيق في سوريا. وأشارت إلى أن الممارسات والانتهاكات غير الإنسانية داخل السجن، بما في ذلك الإعدام الذي كان يتم غالباً شنقاً في ساعات الفجر الأولى، وأحياناً تجويع السجناء قبل الإعدام لتسهيل الموت، وفي حالات الاكتظاظ التي تعيق الإعدام شنقاً، كان الحراس يلجأون إلى ضرب السجناء حتى الموت أو خنقهم.
وخلصت الصحيفة البريطانية إلى أن الموقع الإلكتروني سيكون متاحاً للجميع، سواء عائلات المفقودين السوريين أو محامي حقوق الإنسان والمؤرخين، متوقعة أن تسهم مثل هذه الخطوة مستقبلاً في تحقيق "لحظة من المحاسبة".
يذكر أن اليوم الثلاثين من آب يصادف اليوم العالمي للمفقودين والمختفين قسراً.