الخميس, 25 سبتمبر 2025 12:56 AM

مجزرة مروعة في غزة: عشرات القتلى بينهم أطفال ونساء في قصف إسرائيلي

مجزرة مروعة في غزة: عشرات القتلى بينهم أطفال ونساء في قصف إسرائيلي

أعلنت فرق الدفاع المدني في غزة عن مقتل العشرات في مناطق متفرقة من القطاع، الأربعاء، نتيجة لهجوم القوات الإسرائيلية المستمر على مدينة غزة، والذي أجبر مئات الآلاف على النزوح.

وتشن إسرائيل حملة برية وجوية على مدينة غزة، بهدف السيطرة الكاملة عليها، باعتبارها آخر معاقل حركة «حماس»، وذلك بعد مرور عامين تقريباً على اندلاع الحرب التي حولت القطاع إلى منطقة مدمرة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، عن نزوح حوالي 550 ألف فلسطيني خلال الأيام الأخيرة، بينما ذكر الدفاع المدني في غزة لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، الجمعة، أن 450 ألف فلسطيني نزحوا من مدينة غزة إلى جنوب القطاع منذ نهاية أغسطس (آب).

وتعتبر غزة أكبر مدن القطاع وأكثرها كثافة سكانية، خاصة بعد تدفق أعداد كبيرة من النازحين إليها إثر تدمير بلداتهم في الشمال. وكانت الأمم المتحدة قد قدرت عدد سكانها ومحيطها بأكثر من مليون نسمة في أغسطس.

وقال ثائر صقر (39 عاماً) لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، الأربعاء، إنه غادر حي الشيخ رضوان في مدينة غزة مع زوجته وأطفاله وأخته متجهاً جنوباً.

وأضاف: «الدبابات على الطريق الساحلي… أطلقت النار علينا، واستشهدت أختي».

وأشار صقر إلى أنه عاد إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة، وقال: «لن أغادر، حتى لو قتلونا جميعاً. أناشد العالم: ساعدونا! أقول لإسرائيل: تريدون منا أن نغادر، لكن كيف نغادر ونحن بلا أي نقود، ولا وسائل نقل، ولا مكان؟».

ووصف المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» الوضع قائلاً: «40 شهيداً، بينهم 9 أطفال و6 نساء على الأقل، ارتقوا فجر الأربعاء جراء مجزرة جديدة ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في منطقة سوق فراس شرق مدينة غزة».

وأشار الدفاع المدني إلى عمليات عدة نفذها الجيش الإسرائيلي خلال ليل الثلاثاء – الأربعاء، والتي تركزت بشكل رئيسي على مدينة غزة، وكذلك في جنوب القطاع بين رفح وخان يونس.

وفي مدينة غزة، قُتل سبعة أشخاص على الأقلّ في ثلاث غارات جوية استهدفت مستودعاً تابعاً للبلدية وخياماً تؤوي نازحين في سوق فراس بوسط المدينة.

ورداً على استفسار «الوكالة الفرنسية»، قال الجيش الإسرائيلي إنه «يبحث في التقرير».

وتعوق القيود المفروضة على وسائل الإعلام في غزة وصعوبة الوصول إلى الميدان التغطية الإعلامية. وأظهرت لقطات «الوكالة الفرنسية» بعد الهجوم مشهد دمار واسع، حيث كان الفلسطينيون يمشّطون أكوام الركام والمعادن الملتوية بحثاً عن ناجين، بينما حمل رجلان جثماناً ملفوفاً ببطانيات ممزقة.

شوهدت نساء باكيات جاثيات على ركبهنّ، لتوديع أحبائهن للمرة الأخيرة، محتضنات الجثامين المكفنة. وقد وُضعت على الأقل ست جثامين على الأرض، من بينها كفنان يبدوان بحجم طفلين.

وروى محمد حجّاج الذي فقد أقاربه في القصف «الناس كانوا نياماً في أمان الله، واستفقنا على أصوات ثلاثة انفجارات عنيفة…»، وأوضح أنهم أتوا ليتفقدوا آثار الضربات هذه ليجدوا حجم الدمار الهائل و«أطفالاً ونساءً مقطّعين (أشلاء). منظر يرثى له!».

وقال محمود الدريملي (44 عاماً) الذي نزح من حيّ الصبرة في جنوب المدينة مع عائلته ليقيم في خيمة في ساحة السرايا في حي الرمال في غربها «رأيت دبابات تطلق النار في الهواء وأحياناً على الناس، شعرت أن موتي اقترب».

وأشار الدريملي إلى أنه شاهد دبابات في أحياء تل الهوا والصبرة، وكذلك على أطراف حي الرمال.

وتزامن التصعيد الكبير في غزة مع اتهام لجنة تحقيق دولية مستقلة مكلّفة من الأمم المتحدة، إسرائيل بارتكاب «إبادة جماعية» خلال الحرب التي بدأت عقب هجوم حماس على الدولة العبرية في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

ورفضت إسرائيل النتائج ووصفت التحقيق بأنه «مغلوط وكاذب».

وتواجه الدولة العبرية ضغوطاً دولية لوقف الحرب التي اندلعت في السابع من أكتوبر 2023. وعلى مدى نحو عامين، أودت الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة بحياة ما لا يقل عن 65419 شخصاً، معظمهم أيضاً من المدنيين، وفقاً لأرقام وزارة الصحة التابعة لـ«حماس»، والتي تعدّها الأمم المتحدة موثوقة.

ومنذ بدء الحرب بين إسرائيل و«حماس»، نزح معظم سكان غزة البالغ عددهم الإجمالي 2.4 مليون نسمة، مرة واحدة على الأقل إلى أنحاء أخرى من القطاع.

مشاركة المقال: