في قرية الجروية، شهد منبر المكتبة الأهلية يوم 23 أغسطس 2025 محاضرة قيمة بعنوان "شجرة الزيتون في مواجهة التحديات المناخية". قدم المحاضرة المهندس الزراعي رضوان سلمان علي، الخبير الميداني المتخصص في شؤون شجرة الزيتون.
استهل علي حديثه بالإشارة إلى المكانة المتميزة التي تحتلها شجرة الزيتون في سوريا، حيث تنتشر في جميع المحافظات وتشكل جزءاً كبيراً من الجبال الساحلية، فضلاً عن كونها مصدراً رئيسياً لدخل العديد من الأسر. ونظراً للأهمية الكبيرة التي تكتسبها هذه الشجرة، وما تعانيه في ظل الظروف المناخية الجافة التي يشهدها العام، فقد تم تخصيص هذه المحاضرة لمناقشة سبل مواجهة التحديات المناخية والحفاظ على إنتاجية الزيتون.
أوضح المهندس رضوان سلمان علي أن التغيرات المناخية، المتمثلة في شح الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، تؤثر سلباً على إنتاج الزيتون نتيجة انخفاض قدرة التربة على الاحتفاظ بالماء. وأشار إلى أن الحرارة العالية وانخفاض الرطوبة في وقت مبكر يؤديان إلى ضعف النمو الخضري وضعف الطرود التي تزهر وتثمر في الموسم، بالإضافة إلى التأثير السلبي على عقد الثمار. وأكد على أن فترة العطش الأخطر هي فترة نمو الزيت داخل الثمرة بعد منتصف تموز، حيث يقل إنتاج الزيت كلما ازداد العطش.
وفي سبيل الحفاظ على شجرة الزيتون وتحقيق إنتاج جيد في ظل الواقع المناخي الحالي، شدد علي على ضرورة اتخاذ المزارعين لمجموعة من الإجراءات، أهمها الري التكميلي في أيام الجفاف بمعدل حوالي 2 برميل لكل شجرة كل خمسة عشر يوماً، مع تفضيل عدم التأخير لأن الجذور الشعرية العلوية تموت عند الجفاف الشديد. كما أكد على أهمية التقليم الدوري لأشجار الزيتون كل عام، وليس فقط في عام الحمل كما يعتقد البعض، بالإضافة إلى فلاحة الأرض مرتين ما أمكن، مرة في الخريف للسماح بتغلغل ماء المطر إلى عمق التربة، ومرة في الصيف لمنع تبخر الرطوبة المخزنة حول الجذور.
ونوه علي إلى ضرورة اجتناب فلاحة أرض الزيتون بالجرار ما لم تكن الفلاحة سطحية بعمق حوالي 10 سم فقط، لأن الفلاحة العميقة تقطع شبكة جذور الشجرة. كما حذر من فلاحة أو ري الأرض المليئة بالتيين والرزين والديس، لأن ذلك يزيد من هذه الأعشاب التي تتغذى على غذاء الشجرة، ما يستوجب رش هذه الأعشاب بالمبيد قبل الفلاحة والري للتخلص منها. وأشار إلى أنه على المزارع الذي لا يفلح الأرض أن يعمد لتنظيفها المتتابع من الأعشاب النابتة فيها إما باليد أو بالآلة، مع ضرورة الحذر الشديد من حرق الأعشاب خوفاً من حدوث حرائق، والأفضل تفتيت الأعشاب ونثرها في الحقل.
كما نوه إلى أن شجرة الزيتون تحتاج لتقديم السماد المتوازن في شباط مع محرض الإزهار والعقد، ورشة أسمدة ورقية بنهاية شباط، علما أن وضع السماد العضوي في أول فصل الشتاء هو الأفضل لأنه يتحلل مع بكتريا التربة ويبقى لسنوات أما السماد الكيماوي الآزوتي فآثره ضعيف وآني ويعتبر البوتاس هام جدا للشجرة لأنه يمكنها من تحمل الظروف البيئية القاسية، على أن يقترن ذلك بمتابعة مراقبة مرض عين الطاووس ومكافحته، وكذلك الأمر بخصوص ذبابة أوراق الزيتون نتيجة خطورة إصابتها للعناقيد الزهرية ما يؤدي لانتفاخ كبير وتضخم وتشوه بالعنقود الزهري وعدم حصول عقد وتساقط الأزهار، ما يستوجب اعتماد رش المادة السامة الجهازية عند تشكل العناقيد الزهرية وقبل تفتح الأزهار، والحذر من الرش خلال مرحلة التفتح لتسببه في تساقط الأزهار وفشل عملية العقد .
ولا يغيب عن البال أن ذبابة ثمار الزيتون من أخطر الآفات ومن المقتضى مكافحتها مبكرا بتعليق المصائد الجاذبة قبل إن تبدأ بوضع بيوضها في ثمار الزيتون، إذ تبدأ هذه الحشرة بالظهور في الحقول مبكرا من شهر نيسان وتستعد لوضع البيض في حزيران، ما يوجب تعليق المصائد مبكرا للتخلص منها قبل حدوث ضررها، خاصة وأن المصائد متوفرة من عبوات المياه والعصير، والمادة الجاذبة بداخلها يتم توزيعها مجانا بالوحدات الإرشادية، على أن توزع المصائد بمعدل ٥ مصائد للدونم ويمكن زيادة السائل تدريجيا مع تقدم الوقت ومتابعة نشاط الحشرة، أما في حال ظهور طرود متفرقة يابسة على الشجرة، يفضل قص الأغصان اليابسة أسفل الإصابة بحوالي٢سم وحرقها دون الحاجة للتدخل بالمادة السامة.
استغرقت المحاضرة ساعة زمنية بإسهاب وتفصيل واستغرقت مداخلات الحضور وأسئلتهم وإجاباته عليها ساعة ثانية.
الكاتب:عضو جمعية العلوم الاقتصادية – عضو مشارك في اتحاد الصحفيين
(موقع اخبار سوريا الوطن-2)