الإثنين, 29 سبتمبر 2025 01:02 AM

مزارعو حماة يتخوفون من سرقة الزيتون وارتفاع الأسعار ويسارعون بالقطاف المبكر

مزارعو حماة يتخوفون من سرقة الزيتون وارتفاع الأسعار ويسارعون بالقطاف المبكر

بدأ المزارعون في مدينة حماة وأريافها بقطاف الزيتون قبل الموعد المعتاد، وذلك بسبب المخاوف المتزايدة من عمليات السرقة التي تستهدف المحصول هذا الموسم. يأتي هذا القطاف المبكر في ظل انتظار المزارعين لتحسين أوضاعهم المعيشية والاعتناء بأراضيهم من خلال محصول الزيتون.

تجدر الإشارة إلى أن محصول الزيتون، كغيره من المحاصيل الزراعية، قد تضرر نتيجة لموجة الجفاف التي ضربت المنطقة، مما أدى إلى توقعات بانخفاض الإنتاج هذا الموسم، بحيث يكفي بالكاد لإعداد مؤونة الشتاء من الزيتون وزيته. وقد شهدت أسعار زيت الزيتون ارتفاعاً ملحوظاً مؤخراً بسبب قلة المعروض.

على الرغم من هطول بعض الأمطار مؤخراً، إلا أن قطاف الزيتون يعتبر مبكراً، حيث يُفترض أن يبدأ موسم القطاف في أول أو منتصف شهر تشرين الأول. إلا أن بعض المزارعين فضلوا القطاف المبكر خشية تعرض محصولهم للسرقة، خاصة وأن الموسم هذا العام دون المتوقع. الكميات المنتجة، على قلتها، قد تساعد العائلات المعتمدة على أشجار الزيتون في أراضيها على إعداد مؤونة الزيتون والزيت فقط، بدلاً من الاضطرار إلى الشراء بأسعار السوق المرتفعة، حيث تجاوز سعر ليتر زيت الزيتون ٥٠ ألف ليرة، بعد أن شهد انخفاضاً واضحاً بداية العام الحالي بعد ما تجاوز سعره المليون ليرة.

المزارع محمد سلامة، الذي يهتم بأشجار الزيتون في كرمه بشكل كبير، خاصة بعد تعرضها لموجة الجفاف، يوضح أسباب القطاف المبكر. ويقوم بتعويض نقص المياه عن طريق سقاية الأشجار ورشها بالأدوية اللازمة لمكافحة أي حشرات تصيبها، معتبراً إياها كأحد أولاده رغم قلة إنتاجيتها هذا العام. ويقول لصحيفة “الحرية”: "هذا العام إنتاج الزيتون قليل لاعتبارات عديدة منها موجة الجفاف، وأيضاً عامل 'المياومة'، فالزيتون العام الماضي كان جيداً في مدينة حماة، بالتالي من المتوقع هذا العام أن لا تحمل أشجاره ثماراً كثيرة، لذا أتوقع الاكتفاء بإعداد المؤونة من الزيتون والزيت بالحد الأدنى وعدم بيع أي كميات من الإنتاج."

ويضيف: "بسبب الإنتاج القليل، قررت قطافه قبل أوانه خوفاً من تعرضه للسرقة وحرماننا منه والاضطرار لاحقاً إلى الشراء بأسعار مرتفعة لا نقدر عليها، ويبقى الأكل من محصولنا أكثر بركة ولذة وخاصة أن الأمطار هطلت عليه منذ عدة أيام."

بشرى حسن، التي تشارك كالعادة مع عائلتها في قطاف موسم الزيتون، تؤكد هذا الأمر، قائلة: "هذا الموسم قليل جداً، فبعض الأشجار لا تحمل سوى بضع حبات، وهذا متوقع نتيجة الجفاف وصعوبة تأمين المياه للسقاية، لكن نحمد الله على إمكانية إعداد المؤونة من دون الاضطرار إلى الذهاب للأسواق وشراء كميات قليلة بأسعار مرتفعة وخاصة في ظل الأوضاع المعيشية والاقتصادية الصعبة."

وقد شهدت أسعار زيت الزيتون المخزنة من الأعوام الفائتة ارتفاعاً كبيراً بعد ارتفاع سعر الصرف واللحاق بموجة الارتفاع التي أصابت الزيوت النباتية ومختلف أسعار السلع الغذائية الأساسية. وبلغ سعر ٤ كيلو زيت ما بين ٢٥٠-٣٠٠ ألف، وبيدون الزيت وزن ١٦ كيلو بـ٧٠٠-٩٠٠ ألف ليرة، في حين انخفض سعره بداية العام إلى قرابة ٥٠٠ ألف ليرة، وسط مخاوف من ارتفاع أسعاره خلال الفترة القادمة في ظل انخفاض إنتاجه هذا العام مقارنة بالعام الفائت.

أرجع بعض تجار الزيت السبب في ارتفاع الأسعار إلى ارتفاع سعر الدولار أولاً، والأهم انخفاض الكميات المعروضة، حيث يشهد في هذه الفترة طلباً كبيراً في حين المعروض قليل جداً وخاصة أن الموسم هذا العام دون المتوقع في مدينة حماة، الذي يصنف زيتها من أفضل الأنواع. وتراوحت أسعار الزيتون حسب نوعه بين ١٥ ألف إلى ٢٥ ألف حسب نوعه. وقد بدأت بعض العائلات في إعداده من أجل تناوله فوراً وليس تخزينه كمؤونة للشتاء، على أمل حصول انخفاض في أسعار الزيتون بعد طرح كميات أكبر في الأسواق بعد بدء موسم قطافه فعلياً، حسب إعلان وزارة الزراعة كما جرت العادة. فاليوم يقتصر العرض على كميات محدودة من الذين قطفوا المحصول قبل أوانه، لذا يلحظ أثناء التجوال في أسواق حماة المعروض القليل من الزيتون، الذي لا تفضل أغلب العائلات شراءه حالياً والانتظار إلى منتصف شهر تشرين الأول القادم لشراء احتياجاتها والبدء في تموينه بالكميات التي يحتاجونها طيلة فصل الشتاء.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية

مشاركة المقال: