أفاد حسن محمد علي، الرئيس المشترك لمكتب العلاقات العامة في "مجلس سوريا الديمقراطية" (مسد)، بأن المفاوضات بين "الإدارة الذاتية" ودمشق لم تتوقف بشكل كامل، لكنه اتهم الحكومة السورية بوضع عراقيل وتعقيد سيرها. جاءت تصريحات علي ردًا على ما صرح به آلدار خليل، عضو المجلس التنفيذي في حزب "الاتحاد الديمقراطي"، حول توقف المحادثات مع الحكومة السورية دون إبداء الأسباب.
وأوضح علي، في حوار مع وكالة "رووداو" المقربة من "قسد"، أن الحكومة السورية لم تقدم حتى الآن أي رد على قائمة أسماء قادة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) التي قُدمت في تشرين الأول الماضي، بهدف انضمامهم إلى الجيش السوري. وكشف مصدر رسمي من "قسد" لـ"العربية" عن أسماء ثلاثة من قادتها العسكريين المرشحين لتولي مناصب في وزارة الدفاع السورية، بعد الاتفاق على ضم "قسد" ككتلة واحدة ضمن الجيش السوري، وهم لقمان خليل وجيا كوباني وجميل كوباني.
وأشار الرئيس المشترك لـ"مسد" إلى إجراء مفاوضات حول وضع حلب والرقة بين الطرفين، مؤكدًا أن أمريكا تسعى لتنفيذ اتفاق 10 آذار وإنجاح هذا المشروع. وأكد استعداد "الإدارة الذاتية" لمناقشة جميع الملفات مع حكومة دمشق، بما في ذلك الملفات الاقتصادية والموارد الطبيعية، لكنه أشار إلى أن الحكومة السورية تعطي الأولوية للملفات العسكرية والأمنية.
وحول إمكانية عقد اجتماع قريب بين الحكومة السورية و"قسد"، أوضح علي أن تحديد الموعد مرتبط بدمشق، وأن اللقاءات كان من المقرر عقدها بعد عودة أحمد الشرع، رئيس المرحلة الانتقالية، من أمريكا، مضيفًا أن "الآن على الحكومة أن تتخذ خطوات".
وكان الشرع وقائد "قسد" قد توصلا في 10 آذار الماضي إلى اتفاق ينص على دمج "قسد" في مؤسسات الدولة السورية، وضمان حقوق جميع السوريين في التمثيل والمشاركة في العملية السياسية وكافة مؤسسات الدولة، ووقف إطلاق النار على جميع الأراضي السورية، ودمج المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرقي سوريا ضمن إدارة الدولة السورية.
من جهته، صرح بدران جيا كورد، نائب الرئاسة المشتركة لـ"الإدارة الذاتية" في شمال شرقي سوريا، بأن عملية الدمج لن تفرغ "قسد" من هويتها، بل ستنضم بكيانها ورؤيتها إلى مؤسسات الدولة السورية مع الحفاظ على إرادتها وهويتها.
وفيما يتعلق بتنفيذ اتفاق 10 آذار، نقل موقع وكالة "روج نيوز" عن كورد أن هناك خطوات مهمة منه يجري تنفيذها، وأن سبب التأخير يعود إلى عدم امتلاك دمشق قرارًا مستقلًا وعدم استعدادها للتغيير، معتبرًا أن الاتفاق أغلق الباب أمام حرب محتملة وفتح مجددًا مسار الحوار. وأضاف أن قوائم تضم أسماء وقطاعات معينة نوقشت مع "التحالف الدولي" لبحث آلية تنفيذ الاتفاق.
وكان مظلوم عبدي، القائد العام لـ"قسد"، قد أشار إلى التوصل إلى "اتفاق مبدئي" مع دمشق حول عدد من القضايا، بينها وقف شامل لإطلاق النار واستمرار الحوار على مستوى رفيع. وأضاف أنه التقى في دمشق بوزير الدفاع ورئيس جهاز الاستخبارات بشكل منفصل، مشيرًا إلى وجود "تفاهم حول مبدأ اللامركزية" في الحكم، وتنسيق شفهي بشأن دمج "قسد" في الجيش السوري. وأوضح أن واشنطن اقترحت تشكيل قوة مشتركة بين "قسد" والجيش السوري لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية".