الجمعة, 5 ديسمبر 2025 10:54 PM

مسير "تحرير سوريا" يصل حلب احتفالاً بمرحلة ما بعد نظام الأسد

مسير "تحرير سوريا" يصل حلب احتفالاً بمرحلة ما بعد نظام الأسد

في مشهد يجسد عودة الحياة إلى الشوارع السورية بعد مرور عام على سقوط نظام الأسد، وصل مسير "تحرير سوريا" إلى حلب، قادمًا من إدلب مرورًا بحماة وحمص. ومن المقرر أن يكمل المسير طريقه نحو دمشق في الثامن من الشهر الجاري، متحولًا إلى احتفال وطني يمتزج فيه صوت الدراجات بالهتافات والأعلام وابتسامات المواطنين الذين خرجوا إلى الطرقات لاستعادة بهجة الحياة.

نجاة كاتبي، من حلب، كانت من بين المشاركين في المسيرة. ورغم إصابتها في الطريق بين إدلب وحلب، تلقت الإسعافات وأصرت على مواصلة الرحلة، معبرة لموقع سوريا 24 عن أن مشاركتها هي طريقتها في التعبير عن الفرح، وأن الإصابة لن تثنيها عن الوصول إلى دمشق.

وإلى جانبها، شارك اللاعب اللبناني عبد العزيز المانع، لاعب منتخب لبنان، الذي تحدث بقلبه الحلبي الذي ورثه عن والدته، مؤكدًا لموقع سوريا 24 أن هذه المناسبة تحمل وقعًا كبيرًا في قلبه، وأن الفعالية كانت رائعة، وأنه سيواصل المسير نحو دمشق لأنه يشعر بأنه جزء من هذا الفرح الجماعي.

أما صالح أمام، لاعب منتخب سوريا للدراجات، فقد تحدث لموقع سوريا 24 بانفعال واضح عن أن المسير بالنسبة له ليس مجرد فعالية رياضية، بل هو التعبير الأجمل عن فرحة التحرير وسقوط النظام، وأن الشعور الذي يعيشه لا يُنسى.

ومن طرطوس، جاءت مايان أسيوزين، مدربة اللغة الإنكليزية، معبرة عن سعادتها الكبيرة بالمشاركة، وقالت لموقع سوريا 24 إن الحماس يملأ الأجواء، مشيرة إلى فرحة الناس بهذه المناسبة. وأضافت بابتسامة أنها جاءت إلى حلب منذ سنوات وأن "الشعب الحلبي بيجنّن فعلاً"، مؤكدة أنها ستكمل الطريق نحو دمشق.

وفي قلب هذا المشهد الوطني، أكد ينال جودت، عضو مجلس إدارة الجمعية الشركسية في حلب، أن وجودهم في المسير يحمل رسالة واضحة بأن سوريا، بمختلف مكوناتها، يد واحدة، مرحبًا بالحضور بالقول الشركسي "فَشْفو خوَاْشا"، ليؤكد أن الوحدة الوطنية ليست شعارًا بل حضورًا فعليًا في الميدان.

من جانبه، تحدث جهاد حلاق، رئيس لجنة الحكام في الاتحاد السوري للدراجات، وأحد المنظمين، عن جمال المشهد أمام قلعة حلب، وعن الاستقبال الحافل الذي لقيه المشاركون، مشيرًا بفخر إلى مشاركة معظم المحافظات في المسير، وأن سوريا متميزة برياضة الدراجات الهوائية عربيًا، معتبرًا خلال حديثه لموقع سوريا 24 أن هذا الحدث يعكس صورة بلد يستعيد نشاطه الرياضي والشعبي معًا.

أما أم عمر، وهي من سكان حلب، فقد جاءت مع أهلها لاستقبال المشاركين في دوار الموت، وكانت كلماتها تلخص روح المدينة، إذ قالت لموقع سوريا 24 إن الأجواء جميلة وإن الناس أخيرًا يشعرون بالحياة بعد سنوات من الخوف والصمت، وإن الأطفال فرحين والأهالي كذلك، وإن منظر المظليين كان رائعًا وخطف الأنفاس، مؤكدة أن حلب اليوم تشعر بأنها ولدت من جديد.

بين الدراجات والأعلام والوجوه المتحمسة التي ملأت الطريق، تتكون صورة واحدة واضحة: سوريا تمضي نحو دمشق بروح جديدة، روح فرح ووحدة وانتصار. المسير ليس مجرد رحلة رياضية، بل خطوة جماعية نحو المستقبل، وخيط من الأمل يربط إدلب بحلب، وحلب بدمشق، والناس بعضها ببعض بعد سنوات من الانقسام والجراح. إنه طريق طويل، لكنه هذه المرة طريق مليء بالضحكات، بالتصميم، وبالقلوب التي عادت تخفق من جديد من أجل أن يستعيد الوطن عافيته.

مشاركة المقال: