الأربعاء, 23 أبريل 2025 09:33 AM

مشاريع صغيرة في ريف حلب تُضيء طريق التعافي الاقتصادي وتُعيد الأمل للعائلات المتضررة

مشاريع صغيرة في ريف حلب تُضيء طريق التعافي الاقتصادي وتُعيد الأمل للعائلات المتضررة

شهدت مدينة أعزاز في ريف حلب الشمالي معرضًا لعرض نتائج مشروع دعم المشاريع الصغيرة، الذي نفذته منظمة WHH الألمانية، بهدف تمكين عشرات العائلات عبر مساعدتهم في إطلاق أعمال صغيرة مستدامة.

ضم المشروع حوالي 200 مستفيدًا ومستفيدة موزعين على خمسة مواقع، تشمل مخيمات المحبة 2 والقلوب الرحيمة والنور لذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى مناطق داخل مدينة أعزاز وقرية ملهم. تمثل هذه المبادرة محاولة لإعادة تنشيط الاقتصاد المحلي وتعزيز الاكتفاء الذاتي في بيئة تعاني من تبعات الحرب والنزوح.

أوضح فؤاد، منسق المشروع، أن المستفيدين تلقوا تدريبًا متكاملًا في مجالات الإدارة والتسويق والمحاسبة، إلى جانب تمويل أولي مكّنهم من إطلاق مشاريعهم. وأضاف أن المشاريع تنوعت بين أكشاك غذائية ومحال خياطة ومشاغل يدوية ومبادرات خدمية، وأن أكثر من 38% من هذه المشاريع أصبحت مصدر الدخل الأساسي لأصحابها خلال أشهر قليلة.

من القصص الملهمة في المعرض، قصة غزالة أحمد سعيد، وهي أرملة نازحة تعيش في مخيم القلوب الرحيمة. حصلت غزالة على دعم مالي بقيمة 1200 دولار وحضرت دورة تدريبية في الخياطة. بدأت مشروعها الخاص من منزلها في المخيم، وتقول: "كنت أبحث عن أي فرصة تساعدني على إعالة أطفالي الستة. اليوم لديّ عمل خاص، ومنتجاتي بدأت تجد طريقها إلى الأسواق القريبة".

وفي مخيم "النور" المخصص لذوي الاحتياجات الخاصة، أطلق عدد من المستفيدين مشروعًا مشتركًا لصناعة الصابون ومنتجات العناية بالبشرة، يُدار من قبل شبّان يعانون من إعاقات حركية، في خطوة تعكس روح التحدي والإصرار.

أُقيم المعرض في أحد المراكز المجتمعية بمدينة أعزاز، وجمع المستفيدين مع منظمات إنسانية وممثلين عن المجالس المحلية، مما أتاح لهم عرض منتجاتهم والترويج لها وفتح آفاق جديدة للتعاون والتسويق.

المبادرة، كما يؤكد القائمون عليها، ليست مجرد مشروع تمكين محدود الأثر، بل نموذج لإعادة الإعمار الاقتصادي من القاعدة، يقوم على الاستثمار في الإنسان قبل البنية التحتية. وتُعد هذه المشاريع الصغيرة أداة فعّالة في مواجهة البطالة وتقليل الاعتماد على المساعدات الإغاثية، خصوصًا في المجتمعات المتضررة والمخيمات.

رغم التحديات المرتبطة بضعف الأسواق المحلية وارتفاع التكاليف التشغيلية، يعوّل المستفيدون على استمرار الدعم مستقبلاً، وعلى وجود خطط لتوسيع التسويق خارج المنطقة. كما يأمل البعض في الحصول على تمويل إضافي لتوسيع أعمالهم وخلق فرص عمل.

مشاركة المقال: