الجمعة, 20 يونيو 2025 08:13 PM

مصر تتحول إلى معبر للإسرائيليين الفارين إلى أوروبا وسط اضطرابات جوية

مصر تتحول إلى معبر للإسرائيليين الفارين إلى أوروبا وسط اضطرابات جوية

وسط إغلاق المجال الجوي بالتزامن مع أحداث معينة، تحوّلت مصر إلى نقطة عبور رئيسة للإسرائيليين الهاربين أو العائدين.

وشهد معبر طابا ومطار شرم الشيخ مشهداً غير مسبوق، مع توافد أعداد كبيرة بحثاً عن مسارات بديلة للخروج أو العودة، في وقتٍ ارتفعت فيه المخاوف الأمنية وتعاظمت التحديات أمام سلطات الأمن المصرية، التي بادرت إلى تشديد الرقابة والإجراءات لضمان «استقرار» الأوضاع ومنع أي «تهديدات» محتمَلة.

واللّافت في الموجة الراهنة من دخول الإسرائيليين عبر معبر طابا، خلال الأيام الأخيرة، أنّ جزءاً كبيراً منهم لا يقصد مصر كوجهة نهائية، بل يتّخذ منها معبراً إلى مطار شرم الشيخ ومنه إلى وجهات ثالثة، وخصوصاً أوروبا؛ إذ سجّلت سلطات المعبر دخول أعداد أكبر من أي وقت مضى لإسرائيليين يهدفون إلى السفر إلى الخارج، مستفيدين من استمرار حركة الطيران الطبيعية في مطار شرم الشيخ، ومن التسهيلات الخاصة بالحجوزات، خصوصاً على متن «مصر للطيران».

وبلغ عدد الإسرائيليين الذين اختاروا هذا المسار، مستويات غير مسبوقة، مقارنة بما سُجّل أثناء موجات توتّر سابقة، وفقاً للمصادر.

وأمام هذا التحوّل الكبير في حركة العبور، تقول مصادر أمنية مصرية، في حديثها إلى «الأخبار»، إنّ «الجهات الأمنية المختصّة أجرت مراجعة شاملة للإجراءات المعمول بها على معبر طابا، بما في ذلك التفتيش الدقيق على السائقين، سواء سائقي الحافلات أو الأتوبيسات السياحية أو حتى سيارات الأجرة التي تنقل الإسرائيليين من المعبر إلى مطار شرم الشيخ»، لافتين إلى أنّ «الإجراءات الأمنية الجديدة لم تقتصر على مراجعة الهويّات وأوراق السيارات، بل شملت التحقّق من هويّات السائقين المصريين العاملين في المنطقة، خاصة على معبر طابا، والذين يتولّون نقل الإسرائيليين إلى المطار أو إلى وجهات أخرى مثل دهب ونويبع، إذ يفضّل البعض الإقامة لمدّة في «الكامبات» أو الفنادق البسيطة هناك في انتظار رحلات الطيران أو حتى لترتيب أمور سفرهم».

يبدو أنّ السلطات المصرية تحاول الاستفادة من هروب الإسرائيليين لتنشيط «الموسم السياحي»

وفي ظلّ هذه الإجراءات، يبدو أنّ السلطات المصرية تحاول الاستفادة من هروب الإسرائيليين لتنشيط «الموسم السياحي» بما يضخّ لها الأرباح. وفي هذا السياق، تقول المصادر إنه «في ظلّ حالة الطلب المرتفع على النقل بسبب العدد الكبير للإسرائيليين، ارتفعت الأسعار التي يطلبها سائقو التاكسي، بحسب نوع السيارة ومستوى الراحة المطلوب، لتتراوح بين 100 و300 دولار».

وفيما تسير حركة الطيران في مطار شرم الشيخ بشكل طبيعي، «ارتفعت الحجوزات على رحلات «مصر للطيران»، إذ يختار الإسرائيليون السفر إلى القاهرة ومنها إلى أوروبا، رغم أنّ هذا المسار لم يكن مفضّلاً لديهم في السابق، بسبب القيود التي تمنعهم من مغادرة المطار عند «الترانزيت» في العاصمة المصرية».

وفي وقت يختار فيه بعض الإسرائيليين الوصول قبل أيام من موعد رحلتهم الجوية، خاصة في حال الاعتماد على طيران «شارتر»، أو بسبب صعوبة الحصول على مقاعد في ظل الازدحام الشديد، ركّزت السلطات المصرية بشكل أكبر على «الجوانب الإجرائية، من مراجعة أماكن الإقامة لضمان التنسيق الأمني، إلى متابعة حركة النقل والتأكّد من سلامة الإجراءات التنظيمية المرتبطة بتدفق الأعداد الكبيرة عبر سيناء».

على خطٍّ موازٍ، ثمّة عدد من الإسرائيليين الذين يعودون من الخارج إلى الكيان عبر مصر، لكنّ المصادر تؤكّد أنّ نسبة هؤلاء لا تتجاوز الـ10% مقارنةً بأعداد المغادرين.

ويتزامن هذا المشهد مع تأثّر مصر المباشر بحالة الإغلاق الجوي ليس فقط في إسرائيل، بل في الأردن أيضاً، في وقت اضطرّ فيه عدد متزايد من الأردنيين إلى الدخول عبر مطار القاهرة للعودة إلى بلادهم بعد أن تعذّر عليهم المرور عبر الوجهات التقليدية.

وفيما يستطيع الأردنيون دخول مصر من دون تأشيرة وفقاً للاتفاقيات المعمول بها، فرضت السلطات المصرية إجراءات جديدة تتطلّب من أي أردني يرغب في دخول سيناء أن يكون قد حجز مسبقاً تذكرة على العبارات العاملة من نوبيع وطابا إلى العقبة.

ويأتي ذلك في محاولة لمنع التكدس داخل سيناء، خاصة بعد الزيادة الكبيرة في أعداد العابرين يومياً، مقارنة بالعشرات الذين كانوا يعبرون قبل اندلاع الحرب.

مشاركة المقال: