الأحد, 12 أكتوبر 2025 02:40 AM

معلمو حلب يجددون الدعوة للاحتجاج: مطالب معلقة وردود من مديرية التربية

معلمو حلب يجددون الدعوة للاحتجاج: مطالب معلقة وردود من مديرية التربية

دعت "نقابة المعلمين السوريين الأحرار في شمال سوريا" إلى وقفة احتجاجية أمام مديرية التربية في حلب يوم الأحد 12 تشرين الأول، وذلك بالتزامن مع توضيح "التربية" لموقفها من مطالب المعلمين.

مطالب لم تتحقق

جاءت دعوة النقابة احتجاجًا على ما وصفته بـ "التجاهل المتكرر لمطالب آلاف المعلمين في ريف المدينة". وأشار بيان النقابة، الصادر يوم الجمعة 10 تشرين الأول، إلى أن مطالب المعلمين لم تتحول إلى واقع ملموس، على الرغم من مرور عشرة أشهر على تحرير المناطق من سيطرة النظام السابق. وأوضح البيان استمرار معاناة المعلمين من غياب التثبيت الوظيفي، وعدم عودة المفصولين، بالإضافة إلى عدم وجود نظام للنقل الخارجي.

كما لفت البيان إلى عدم المساواة في الرواتب مقارنة ببقية المحافظات، وعدم صرف أجور المراقبة على الرغم من الوعود المتكررة من مديرية التربية. وأكدت النقابة أن هذا الوضع يؤثر سلبًا على جودة العملية التعليمية، حيث يفتقد المعلم لأبسط مقومات الاستقرار الوظيفي، مما يزيد من صعوبة أدائه لعمله.

رد مديرية التربية

في المقابل، أصدر مدير التربية والتعليم في حلب، أنس قاسم، بيانًا يوم السبت 11 تشرين الأول، أكد فيه "استمرار صرف الرواتب لجميع الزملاء العاملين في مجمعات الشمال السوري". وأشار في البيان، الذي نشرته مديرية التربية بحلب عبر "فيسبوك"، إلى العمل على دمج ملف العاملين ضمن مديرية التربية بحلب. كما نوه إلى استلام ودراسة طلبات النقل الخارجي للمعلمين الراغبين بالعودة إلى محافظاتهم. ودعا البيان المدرسين إلى عدم الانسياق وراء الشائعات ومتابعة الصفحات الرسمية لمديرية التربية.

إلا أن هذه التصريحات لم تلقَ قبولًا لدى المعلمين، ومن بينهم بكري العلي، مدرس في مدرسة "السلطان محمد الفاتح" في اعزاز، الذي وصف الوضع التعليمي في المنطقة بأنه "واقع مرير". وأشار في حديثه لعنب بلدي إلى أن الطريق ما زال طويلًا أمام المعلمين لتحقيق مطالبهم المشروعة. وأضاف أن المعلمين يشعرون بـ "إحباط مستمر نتيجة وعود لم تُترجم إلى واقع على الأرض". وأكد أن استمرار غياب التثبيت الوظيفي، وعدم عودة المفصولين، وغياب النقل الخارجي، وعدم صرف أجور المراقبة يجعل العمل في المدارس بلا جدوى، ويؤثر مباشرة على العملية التعليمية نفسها. واعتبر أن الاحتجاج أصبح ضرورة لإيصال صوتهم إلى المسؤولين والتعبير عن غضبهم المتزايد، وأن المعلمين لم يعودوا يكتفون بالكلمات الرسمية أو المنشورات على صفحات "فيسبوك". وأشار إلى مطالبتهم بحقوقهم التي ضحوا من أجلها سنوات طويلة، معتبرًا أن غياب أي حل حقيقي يجعل كل المجهودات وكأنها بلا قيمة.

احتجاجات سابقة

شهدت محافظة حلب احتجاجات متكررة للمعلمين، تصاعدت من الريف الشمالي والشرقي إلى وسط المدينة. كان أبرزها وقفة 7 أيلول الماضي في ساحة "سعد الله الجابري"، حيث شارك عشرات المعلمين للمطالبة بالتثبيت وصرف الرواتب المتأخرة، إضافة إلى المطالبة بإقالة مدير التربية. وشهدت تلك الاحتجاجات تفاعلًا رسميًا، إذ أكد مدير التربية والتعليم، أنس قاسم، أن المديرية أكملت تجهيز ملفات الرواتب والتثبيت، وأن العمل جارٍ على فرزها ورفعها للوزارة، مع توقع صرف الرواتب خلال أيام. لكنه أشار أيضًا إلى صعوبة استعادة الثقة بعد تكرار التصريحات غير الملزمة. ورفع المعلمون مطالب التثبيت وتقدير جهودهم خلال سنوات الثورة، قبل أن يعدهم مدير التربية بحل قضيتهم بشكل نهائي مع مطلع تشرين الأول، لكن المطالب لم تتحقق حتى اليوم. تشكل هذه الدعوة الأخيرة للتظاهر أمام مديرية التربية امتدادًا لسلسلة احتجاجات سابقة نظمها معلمو الشمال السوري. وجرت مظاهرات واحتجاجات في عدد من مدن الشمال السوري كاعزاز وعندان ودارة عزة. ورفع المحتجون لافتات اعتبرت التأخير والتلكؤ في إجراءات وزارة التربية ومديرية تربية حلب "إهانة" لجهودهم وتضحياتهم.

مشاركة المقال: