الأربعاء, 17 سبتمبر 2025 09:30 PM

مقترح إسرائيلي لاتفاق أمني مع سوريا بوساطة أمريكية: تفاصيل الخطة والموقف السوري

مقترح إسرائيلي لاتفاق أمني مع سوريا بوساطة أمريكية: تفاصيل الخطة والموقف السوري

كشف موقع "أكسيوس" الأمريكي، نقلًا عن "مصدرين مطلعين"، عن تقديم إسرائيل لسوريا قبل أسابيع مقترحًا تفصيليًا لاتفاق أمني جديد، يتضمن "خريطة للمناطق منزوعة السلاح" تمتد من "دمشق حتى الحدود مع إسرائيل".

وذكر الموقع، الثلاثاء 16 أيلول، أن سوريا لم ترد بعد على المقترح الإسرائيلي، بينما تعمل دمشق على إعداد اقتراح مضاد في الأسابيع الأخيرة. ومن المقرر أن يناقش وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، الاقتراح اليوم الأربعاء في لندن، بحضور المبعوث الأمريكي، توم باراك، الذي يتوسط بين البلدين. هذا الاجتماع الثلاثي هو الثالث من نوعه، وتشير مصادر مطلعة إلى إحراز تقدم في المحادثات، لكن لا يبدو أن اتفاقًا وشيكًا.

في غضون ذلك، بدأت سوريا سحب الأسلحة الثقيلة من جنوب البلاد في إطار سعيها للتوصل إلى تفاهم مع إسرائيل، وفقًا لمسؤولين لم تسمهم وكالة "فرانس برس"، الثلاثاء. وأفاد مسؤول عسكري لـ"فرانس برس"، طلب عدم الكشف عن هويته، بأن "القوات السورية سحبت أسلحتها الثقيلة من جنوبي سوريا"، موضحًا أن العملية بدأت قبل شهرين تقريبًا، بعد أحداث السويداء. وأشار مصدر دبلوماسي في دمشق لـ"فرانس برس"، شريطة عدم الكشف عن هويته، إلى أن الانسحاب شمل جنوب البلاد حتى مسافة 10 كيلومترات تقريبًا خارج العاصمة.

تفاصيل المقترح الإسرائيلي

بحسب مصادر "أكسيوس"، يعتمد المقترح الإسرائيلي على اتفاقية السلام بين إسرائيل ومصر عام 1979 (كامب ديفيد)، التي قسمت شبه جزيرة سيناء إلى ثلاث مناطق (أ، ب، ج) وحددت ترتيبات أمنية مختلفة ومستويات مختلفة من نزع السلاح بناءً على بعدها عن الحدود الإسرائيلية.

ووصف الموقع المطالب الإسرائيلية بـ"المتطرفة"، حيث يُطلب من سوريا الموافقة على منطقة واسعة منزوعة السلاح ومنطقة حظر جوي على أراضيها، مع عدم تغيير أي شيء على الجانب الإسرائيلي من الحدود. ووفقًا لـ"أكسيوس"، سيتم تقسيم المنطقة الواقعة جنوب غرب دمشق إلى "ثلاث مناطق"، مع السماح للسوريين بالاحتفاظ بمستويات مختلفة من القوات وأنواع مختلفة من الأسلحة حسب المنطقة.

وينص الاقتراح على:

  • توسيع المنطقة العازلة على الجانب السوري بمقدار كيلومترين.
  • في الشريط المجاور للمنطقة العازلة والأقرب إلى الحدود مع إسرائيل من الجانب السوري، لن يُسمح بتواجد القوات العسكرية والأسلحة الثقيلة.
  • سيُسمح لسوريا بالحفاظ على وجود الشرطة وقوات الأمن الداخلي.
  • المنطقة بأكملها من جنوب غرب دمشق إلى الحدود الإسرائيلية سيتم تصنيفها كمنطقة حظر طيران للطائرات السورية.

في المقابل، اقترحت إسرائيل انسحابًا تدريجيًا من جميع الأراضي التي احتلتها في سوريا خلال الأشهر القليلة الماضية، باستثناء "موقع متقدم" على قمة جبل الشيخ الاستراتيجي. وأكد مسؤول إسرائيلي كبير للموقع أن إسرائيل تصر على الحفاظ على وجودها هناك في أي "اتفاق مستقبلي". وأشار المصدر إلى أن "المبدأ المركزي" للاقتراح الإسرائيلي هو الحفاظ على "ممر جوي" إلى إيران عبر سوريا، مما يسمح بشن ضربات إسرائيلية مستقبلية محتملة على إيران.

من جهة أخرى، صرح مصدر رسمي في الحكومة السورية لقناة "الجزيرة" القطرية، الأربعاء 17 أيلول، بأنه لا يمكن الحديث عن أي اتفاق أمني مع إسرائيل ما لم تنسحب لمواقع ما قبل 8 كانون الأول (قبل سقوط نظام الأسد). وأكد المصدر أن أي اتفاق أمني يجب أن يرتكز على اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974، ويضمن سيادة سوريا ويعالج "التهديدات الإسرائيلية المتكررة".

ووفقًا لـ"أكسيوس"، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مهتم بترتيب لقاء مع الشرع على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نهاية أيلول الحالي، لكن الاحتمالات "ضئيلة" في هذه المرحلة، بحسب مسؤول إسرائيلي.

الرئيس السوري، أحمد الشرع، وفي سياق حديثه عن الاتفاق الأمني بين سوريا وإسرائيل خلال لقائه مع قناة "الإخبارية" الحكومية، في 12 أيلول الحالي، سُئل عن احتمالية عقد لقاء أو استئناف المفاوضات بين سوريا وإسرائيل خلال زيارته إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، فأجاب: "لم نتطرق لهذه التفاصيل، لكن ربما يحدث هذا الأمر".

ويشارك الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، في الدورة الـ 80 من اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، كأول رئيس سوري يشارك في هذا الحدث منذ عام 1967، وفقًا لما ذكرته وكالة الأنباء السورية (سانا) في 10 أيلول الحالي.

“رويترز”: ضغط أمريكي يسرّع اتفاقًا أمنيًا بين سوريا وإسرائيل
مشاركة المقال: