لقي الناشط المحافظ الأمريكي تشارلي كيرك، البالغ من العمر 31 عامًا، مصرعه يوم الأربعاء إثر تعرضه لإطلاق نار خلال فعالية في جامعة وادي يوتا بمدينة أوريم. وأعلنت الشرطة أن المهاجم لا يزال طليقًا، بينما أكد عمدة المدينة أن الشخص الذي احتجزته قوات الأمن في البداية لم يكن هو مطلق النار.
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن وفاة كيرك عبر منصته تروث سوشيال، قائلاً: "لقد مات تشارلي كيرك العظيم، بل والأسطوري أيضًا. لم يفهم أحد أو يمتلك قلب الشباب في الولايات المتحدة أفضل منه". وأمر ترامب بتنكيس الأعلام في جميع أنحاء الولايات المتحدة حدادًا على صديقه الذي وصفه بـ"الوطني العظيم". وأضاف في تصريح لصحيفة نيويورك بوست: "لقد كان صديقًا مقربًا جدًا لي، وكان إنسانًا رائعًا بحق".
واتهم ترامب خطاب "اليسار الراديكالي" بالمساهمة في اغتيال حليفه الوثيق تشارلي كيرك، قائلاً في مقطع فيديو على شبكته "تروث سوشال" للتواصل الاجتماعي إنه "منذ سنوات، واليسار الراديكالي يشبه أمريكيين رائعين من أمثال تشارلي بالنازيين وبأسوأ المجرمين والقتلة الجماعيين في العالم. هذا النوع من الخطاب مسؤول بشكل مباشر عن الإرهاب الذي نشهده اليوم في بلدنا، وهذا الأمر يجب أن يتوقف فورًا". وأضاف: "ستتعقب إدارتي كل من ساهم في هذه الجريمة الشنيعة وفي أي عنف سياسي آخر، بما في ذلك المنظمات التي تمولهم وتدعمهم".
أظهرت مقاطع فيديو تم التحقق منها أن كيرك كان يتحدث إلى الحضور في باحة مركز سورنسن بالجامعة، ضمن جولته المعروفة باسم العودة الأمريكية، عندما دوى صوت رصاصة أصابته في رقبته، ليسقط مضرجا بالدماء وسط ذهول مئات الطلاب. وسمع في التسجيلات صراخ الحاضرين وهم يهرعون لمغادرة المكان. وقد وقع إطلاق النار بينما كان كيرك يشارك في مناظرة مفتوحة يديرها مع منظمته تيرنينغ بوينت يو أس آي. آخر ما قاله قبل إصابته كان ردًا على أحد الطلاب الذي سأله عن مرتكبي عمليات إطلاق النار في البلاد خلال العقد الأخير، فأجاب: "كُثر"، قبل أن يُطلق النار عليه.
كانت الجامعة قد واجهت ضغوطًا لإلغاء الحدث، إذ جمعت عريضة إلكترونية نحو ألف توقيع تطالب بمنع ظهوره، لكن إدارتها أكدت أن استضافته تندرج ضمن "حرية التعبير والالتزام بالحوار البناء". من جهته، أعلن مدير مكتب التحقيقات الفدرالي كاش باتيل أن السلطات الأمريكية أوقفت المشتبه به في عملية اغتيال كيرك، ثم نشر لاحقًا منشورًا آخر على "إكس" قال فيه إن الشخص الذي تم توقيفه قد أُطلق سراحه. وكتب باتيل على منصة إكس إن "الشخص المحتجز أطلق سراحه بعد استجوابه من قِبل جهات إنفاذ القانون. تحقيقنا مستمر، وسنواصل نشر المعلومات حرصا على الشفافية".
أثار الهجوم موجة واسعة من ردود الفعل السياسية في واشنطن وعبر الولايات الأمريكية. فقد ندد مسؤولون جمهوريون وديمقراطيون بما وصفوه "اعتداء على الديمقراطية" ودعوا إلى مواجهة تصاعد العنف السياسي. وغردت نائبة الرئيس السابق كامالا هاريس قائلة إن ما جرى "مأساة وطنية"، فيما دعا حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم إلى "رص الصفوف ضد الكراهية".
ويعد كيرك من أبرز وجوه اليمين المحافظ في عهد ترامب. أسس عام 2012 منظمة تيرنينغ بوينت يو أس آي التي استهدفت الجامعات لجذب الطلاب نحو التيار الجمهوري، وتحولت سريعًا إلى منصة سياسية مؤثرة داخل الحزب. لعبت منظمته دورًا محوريًا في حملات ترامب الانتخابية عامي 2016 و2024، خاصة في ولاية أريزونا، حيث ساهمت في حشد الناخبين الشباب. عُرف كيرك بخطابه الشعبوي والديني الحاد. ففي إحدى الفعاليات بجورجيا العام الماضي، هاجم الديمقراطيين معتبرًا أنهم "يمثلون كل ما يكرهه الله"، وقاد الحضور في هتاف جماعي "المسيح هو الملك". ظل حاضرًا بقوة في الجامعات والمؤتمرات، ودافع في مناظرات علنية عن مواقفه التي تشمل معارضة الإجهاض ورفض فكرة فصل الدين عن الدولة.
يأتي الحادث في سياق سلسلة من الهجمات التي استهدفت شخصيات سياسية في الولايات المتحدة خلال الأشهر الماضية، من بينها اغتيال مشرعة ديمقراطية وزوجها في مينيسوتا في حزيران/يونيو، والهجوم المسلح على ترامب نفسه خلال تجمع انتخابي العام. أ ف ب