لم تختفِ ظاهرة الطوابير في سوريا، بل تحوّلت وجهتها. فبعد انتظار السوريين لساعات طويلة للحصول على الخبز أو الغاز، جاء الدور على الهواتف المحمولة. أظهر مقطع فيديو ازدحامًا كبيرًا أمام أحد فروع شركة "البراق" بعد إعلانها عن تخفيضات كبيرة على بعض موديلاتها، وصلت إلى نحو النصف.
يُظهر الفيديو المتداول تجمعًا بشريًا ضخمًا، قد يظنه البعض للوهلة الأولى "مظاهرة حاشدة"، قبل أن يتبين أنه تجمع أمام شركة لبيع الهواتف الخلوية أعلنت عن عروض على هواتف سامسونغ A55 بسعر 180 دولارًا، وهاتف Samsung S25 بسعر 615 دولارًا.
المفارقة أن الشركة أغلقت أبوابها سريعًا، معلنةً عن نفاد الكمية المعروضة بسرعة كبيرة. هذا في الوقت الذي ينتظر فيه سوريون كثر خلف شاشات حواسيبهم إشارة الشبكة لاستئناف أعمالهم.
يذكر أن السوريين تداولوا في عام 2020 صورًا لطوابير أمام محل لبيع الساعات، وقارنوها بطوابير الخبز والمحروقات. واليوم، يعيشون مشهدًا مشابهًا، على أمل مستقبل أفضل، ربما الوقوف في طوابير لشراء أحدث إصدارات آيفون دون الحاجة إلى انتظار التخفيضات!
في الختام، يبقى الطابور دليلًا بسيطًا على أن الحاجة، عندما تقترن بعرض مغرٍ، تجمع الناس على الوقوف معًا.