الجمعة, 15 أغسطس 2025 09:32 AM

من المهجر إلى دمشق: جراحة كتف تعيد الأمل وتنعش القطاع الطبي في سوريا

من المهجر إلى دمشق: جراحة كتف تعيد الأمل وتنعش القطاع الطبي في سوريا

ليست مجرد عملية جراحية، بل لحظة فارقة شهدها مشفى دمشق الوطني، تجسد عودة الكفاءات الطبية السورية من الخارج، وإصرار على تقديم رعاية طبية متميزة للمواطنين. في السابع من آب 2025، عاد المشرط بيد الدكتور طلال التلي، قادماً من المهجر، ليخطّ بداية مرحلة جديدة في الطب السوري.

العملية كانت عبارة عن تبديل مفصل كتف أيمن لمريض كفيف، عانى طويلاً من الألم والعجز. الدكتور طلال التلي، الطبيب السوري الذي عاد من ألمانيا، أجرى العملية بنجاح، مدعوماً بخبرته وروح وطنية عالية.

المشفى الوطني بدمشق يشهد تطوراً ملحوظاً بفضل دعم منظمات دولية وسورية، وعلى رأسها منظمة "سيغما" (SGMA). الدكتور طلال التلي أكد أن هذه الجراحة، رغم بساطتها الظاهرية، تعتبر نادرة في سوريا بسبب القيود التي كانت مفروضة في السابق، وأنهم اليوم يعيدونها إلى مكانها الطبيعي في المشافي الوطنية.

الدعم المقدم من منظمة "سيغما"، التي أسسها أطباء سوريون في ألمانيا بعد تحرير البلاد، كان حاسماً في إنجاح العملية. شمل الدعم توفير التجهيزات والأدوات الجراحية، تنظيم ورش تدريب للأطباء المحليين، واستقدام الخبرات السورية المغتربة لنقل المعرفة. "سيغما" وسعت دعمها ليشمل 11 محافظة سورية، بما في ذلك دمشق وحلب وإدلب ودير الزور.

شارك في العملية عدد من طلاب كلية الطب، بدعوة من الدكتور جهاد الداغستاني، رئيس شعبة العظمية بالمشفى، الذي اعتبرها فرصة تعليمية قيمة. الدكتور حكم، أحد الأطباء الشباب المشاركين، وصف العملية بأنها ورشة عمل وتحول مهني، وشعر بأنه يساهم في إنجاز وطني حقيقي.

المريض الكفيف، الذي عانى لسنوات من الألم، عبر عن سعادته بعد العملية قائلاً: "حسّيت حالي خفيف، متل شي تقيل انشال". هذه الكلمات لخصت أهمية العملية في استعادة حق الإنسان السوري في العلاج النوعي.

في الماضي، كانت العمليات النوعية تجرى في الخفاء أو خارج البلاد. أما اليوم، فمشفى دمشق الوطني يشهد تحولاً حقيقياً، حيث يعود الأطباء من الخارج لتقديم خبراتهم، ويحصل المرضى على الرعاية التي يستحقونها، ويصبح المشفى مركزاً للتعلم والتدريب.

الكاتب حسن البشش يختتم قائلاً: المشرط عاد، والكتف استقام، والوطن بدأ يمدّ يده من جديد. هذه قصة نجاح من سوريا ما بعد التحرير، حيث التطبيب ليس مجرد شعار، بل ممارسة فعلية.

مشاركة المقال: