السبت, 10 مايو 2025 06:44 AM

من فيتنام إلى غزة: معرض في متحف نابو يستكشف قوة الملصقات في مقاومة الحروب والعنف

من فيتنام إلى غزة: معرض في متحف نابو يستكشف قوة الملصقات في مقاومة الحروب والعنف

بمناسبة انضمام متحف نابو إلى منصات المتاحف العربية والدولية، يقدم معرض "شعوب ضد الحروب والقنابل والحكومات" نظرة تاريخية على أبرز الاتجاهات الفنية في فن الملصق بعد 60 عامًا على حرب فيتنام.

بعد الحرب العالمية الثانية، شهد تصميم الملصقات ثورات فنية واسعة النطاق، كتجربة بصرية وثقافية تهدف إلى تسليط الضوء على نضال الشعوب ضد الحروب والقنابل النووية وسياسات الحكومات التي تهدد الأمن والسلم العالميين. المعرض هو نظرة للتعلم من التاريخ والكشف عن تنويعات التأليف الفني للملصق في أمستردام وبيروت.

يحتوي المعرض (المستمر حتى 31 أغسطس) على مجموعة نادرة من الملصقات التاريخية لفنانين وناشطين من مختلف أنحاء العالم، تجسد رسالة احتجاج قوية ضد العنف والتسلح النووي، وتدعو إلى السلام والتضامن الإنساني. تحولت جدران المتحف عبر أكثر من 160 ملصقًا إلى منصة صامتة تصرخ برفض القنابل والعنف وتلوث البيئة، ودعوة لتبني لغة الحوار والتسامح.

تناولت أجنحة الملصقات الأوروبية مراحل تاريخية شهدتها المدن الأوروبية من حروب وثورات وانتفاضات شعبية خلال القرن العشرين عبر ثلاثة عناوين: القنبلة النووية والحروب/حكومات، ثورات، سياسة، استعمار/ثقافة، فن، سخرية، النسوية. أما أجنحة الملصقات العربية فقد كشفت عن خريطة سايكس بيكو ووعد بلفور ونماذج من ملصقات "من أجل فلسطين" والتضامن "مع يوم الأرض" و"من أجل عراق موحد ومستقل"، إضافة إلى ملصقات عن "الحرب الأهلية اللبنانية" و"المقاومة في الدفاع عن الجنوب"، ولمحة عن "النازية الجديدة" التي مرت بجنوب لبنان، من خلال صور وثائقية لمدينة شمع الجنوبية التي تعرضت لتدمير شبه كامل في اجتياح عام 2024.

بعد ثمانية عقود على إلقاء القنبلة الذرية على هيروشيما، استعاد المتحف شعارًا تاريخيًا أطلقته الثورة الثقافية المضادة في الستينيات: "من أجل السلام والموسيقى: لا للقنابل". هذا الشعار، المتجسد اليوم في مجموعة من الملصقات النادرة، هو ناقوس خطر يُقرع مجددًا في زمنٍ باتت فيه البشرية على أعتاب تكرار الأخطاء ذاتها، ودعوة لإعادة التفكير في العلاقة بين القوة والدمار.

معرض الملصقات يقدم نماذج من تاريخ فني طويل يضيء على رؤى الفنانين الشباب الذين كرسوا فنونهم لحرية التعبير عن غضبهم من حروب الزمن الفاشي الأسود، وساهم في ولادة ما يسمى الثورة الثقافية المضادة لحرب فيتنام. بدأت معهم فنون الصورة الواقعية والكولاج والتجريد والرمز، وظهرت موجات "الهيبيين" وموسيقى "الروك أند رول".

أصبحت حركة الشباب المعارض في الستينيات والسبعينيات أكثر اتساعاً في بحثها عن طرق حياتية متملصة من مظاهر المادية وثقافة الاستهلاك، ووجدت في المخدرات والجنس وموسيقى الروك متنفساً للحب والحرية. كان الملصق وسيلتهم في حركة السلام وفي مجمل تظاهرات الاحتجاج على المشاركة في حرب فيتنام.

الحركات الثقافية المضادة في ألمانيا في الثمانينيات اتجهت إلى هدم جدار برلين في عام 1989 وأسهمت في تنظيم مهرجان الحب (في العام ذاته في برلين) وهو أعظم حفل للموسيقى "التكنو" نظم في القرن العشرين تحت عنوان "الحب أقوى".

يلقي المعرض الأضواء على تداعيات حرب الإبادة في غزة، حيث أسهم التراث الوطني الفلسطيني بدور مهم في تعميق الانتماء للأرض والتاريخ وأصبحت الأغنية والموسيقى الشعبية الفلسطينية حاضرة في مجمل المسيرات السلمية وتظاهرات التضامن مع ضحايا غزة في شوارع المدن الأوروبية والأميركية وأصبحت “الأغنية” بمثابة بيان لنداءات عالية النبرة لوقف الحرب.

مشاركة المقال: