الأحد, 22 يونيو 2025 10:06 PM

موسكو تدعو وزير الخارجية السوري لبحث مستقبل العلاقات والقواعد العسكرية

موسكو تدعو وزير الخارجية السوري لبحث مستقبل العلاقات والقواعد العسكرية

أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، أن روسيا مستمرة في التواصل مع الحكومة السورية لمناقشة مستقبل القواعد العسكرية الروسية بعد انتهاء عهد الأسد، معربًا عن أمله في التوصل إلى اتفاق يحقق مصالح الطرفين.

وفي تصريح له على هامش منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي يوم الجمعة، صرح بوغدانوف قائلاً: "نحن على تواصل مستمر، والأمور تسير بشكل جيد حتى الآن، ونتطلع إلى التوصل إلى تفاهم مع السلطات الجديدة. لقد بدأت بالفعل محادثات في هذا الشأن".

من جانبه، صرح الكاتب الصحفي والمحلل السياسي الدولي حسام نجار لحلب اليوم، بأن الدولة السورية تمتلك أوراق قوة تمكنها من مواجهة دولة دعمت نظام الأسد في قتل الشعب السوري. وتساءل: "هل يمكن للإدارة الجديدة أن تتجاهل أفعال روسيا تجاه الشعب السوري، رغبةً منها في الحفاظ على العلاقات الدولية؟".

وأضاف نجار: "هل يمكن نسيان الدماء التي سفكت بسبب الطيران الروسي؟ وهل تستطيع الإدارة الجديدة تحدي الشعب السوري المتألم الذي يسعى لتحقيق العدالة حتى من الدول؟ هذه التساؤلات تواجه الإدارة السورية الجديدة في تعاملها مع الروس. الأمور ليست سهلة، فخلال فترة حكم الأسد، كانت روسيا تختبر أنواعًا مختلفة من القذائف والصواريخ على الشعب السوري، وهذا باعتراف قادتها. كانت القوات الروسية الداعم الأساسي الذي أضعف الثورة وجعلها تتراجع في مرحلة ما، وحولت القاعدة والمطار إلى نقطتين أساسيتين للهجوم على الأسواق الشعبية والأفران والمناطق المأهولة".

وتابع نجار: "لم يقتصر الأذى والقتل على المدنيين فقط، بل امتد إلى الفصائل المتواجدة في جميع أنحاء سوريا. يجب على الإدارة الحالية ألا تنسى المجازر التي وقعت، والتأكيد منذ التحرير على استعادة كامل المناطق السورية، بما في ذلك القاعدة والمطار، إلى السيطرة السورية. لهذا السبب تسعى روسيا للتفاوض على هاتين النقطتين، فانسحاب قواتها من الأراضي السورية يعني خروجها من المنطقة بأكملها، وهي التي سعت جاهدة للوصول إلى المياه الدافئة. لطالما كان المطار نقطة التحرك والركيزة الأساسية لها في عمليات النقل والتجسس وتحريك القوات ورصد التحركات في البحر الأبيض المتوسط".

وأكد بوغدانوف أن وزارة الخارجية الروسية وجهت دعوة رسمية إلى وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني لزيارة موسكو في وقت قريب، بهدف بحث العلاقات بين البلدين، بما في ذلك التعاون العسكري والسياسي والاقتصادي. وأضاف أن روسيا تولي أهمية كبيرة للحفاظ على علاقات وثيقة ومستقرة مع سوريا في المرحلة المقبلة، وأن "الحوار مع الجانب السوري بشأن مستقبل قاعدة حميميم الجوية في اللاذقية وقاعدة طرطوس البحرية مستمر، ويجري بروح من التفاهم المتبادل".

ويرى نجار أن روسيا قد تلجأ إلى ليّ القوانين واستغلال الثغرات مستفيدة من خبرتها السياسية لحث الإدارة الحالية على الاستمرار في الاتفاقية التي أبرمتها مع نظام الأسد. ومن هذا المنطلق، أرسلت دعوة للوزير الشيباني لزيارة روسيا، وقد يكون لديها العديد من الخيارات التفاوضية، التي "ستكون بمجملها لصالح الروس. ستتمسك روسيا بمصالحها في سوريا بقوة، ولا ننسى إدارتها للعديد من المنشآت الصناعية السورية في عهد النظام وعقود التنقيب عن الغاز والنفط في الساحل السوري والقلمون".

وأشار نجار إلى أن مجال التفاوض سيكون واسعًا، وقد يبدأ من تقديم المستشارين الإداريين والعسكريين وتدريب العناصر السورية دبلوماسيًا، أو تقديم الغاز بأسعار زهيدة لفترة ما، أو إعادة صياغة عقود الإيجار التي أبرمتها مع النظام السابق، أو تسليم شخصيات أسدية مع ما لديهم من أموال، أو عرض طباعة العملة السورية، أو المساعدة في القبض على الفلول وسلاحهم وقادتهم. "الخيارات مفتوحة، ولكن ما هي الخيارات التي تناسب الدولة السورية وما هي مصالح الدولة السورية بالأساس؟".

وختم نجار بالقول: "من هنا تبدأ خبرة وقدرة الفريق السوري المفاوض، ومن هنا نستطيع الحكم على ثبات الدولة السورية وتواجدها على الساحة الدولية".

وكان المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، قد صرح يوم الخميس الماضي، بأن لروسيا مصالح خاصة تسعى لتأمينها في سوريا من خلال الحوار مع السلطات السورية الحالية.

مشاركة المقال: