التقى الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل، موفق طريف، بالمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توماس براك، في باريس مساء الثلاثاء 19 آب. ووفقًا لبيان نشره طريف على صفحته في “فيسبوك”، طالب الإدارة الأمريكية بالعمل على عدة نقاط أساسية:
- تثبيت وقف إطلاق نار شامل ومستدام في السويداء.
- فتح ممر بري آمن مع ضمانات أمريكية لتمرير المساعدات الإنسانية إلى محافظة السويداء.
- رفع الحصار عن محافظة السويداء.
- العمل على تحرير المختطفين وعودة السكان النازحين إلى القرى الدرزية في المقرن الغربي والمقرن الشمالي.
أشار البيان إلى أن اللقاء سبق اجتماعًا بين براك ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، ووزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني. وأكد براك على أهمية التوصل إلى اتفاق فوري يضمن كافة النقاط التي طرحها طريف. وأوضح توماس براك في منشور على منصة “إكس” أنه ناقش مع الشيخ طريف وفريقه الوضع في السويداء، وسبل تقريب وجهات النظر وتهدئة التوترات.
شيوخ العقل يوحدون موقفهم
أصدر الشيوخ الثلاثة لطائفة الموحدين الدروز في السويداء بيانات في 9 آب الحالي، عبروا فيها عن مواقف واضحة ضد حكومة دمشق، مما يعكس تحول الشيخين يوسف الجربوع وحمود الحناوي من موقف وسطي إلى موقف يتبناه الشيخ حكمت الهجري. وأكد الهجري، صاحب الموقف الأكثر وضوحًا ضد حكومة دمشق، في تسجيل مصور نشرته “رئاسة الطائفة الروحية للموحدين الدروز”، أن السويداء شهدت جرائم ترقى إلى إبادة ممنهجة، معتبرًا أن الحصار الخانق الذي شمل قطع الماء والكهرباء والغذاء يهدف إلى كسر إرادة الشعب. وأعلن الشيخ حمود الحناوي أنه “لا عهد ولا ميثاق” بين السويداء والحكومة في دمشق، في تغيير لموقفه السابق. وأضاف أن السلطة باعت الوطن وطعنت بأهله، وكانت سيفًا على رقاب الأبرياء. وتبنى الشيخ يوسف الجربوع موقفًا مماثلًا.
طريف يطالب بحماية إسرائيلية
في وقت سابق، طالب طريف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس بـ “الوفاء بالتزامهما بحماية الدروز في سوريا”. وذكر في بيان نقلته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” في 16 تموز الماضي، أن “مجزرة مروعة” تجري في جبل الدروز، حيث يُقتل مدنيون أبرياء بدم بارد، معربًا عن أسفه لعدم اتخاذ الجيش والحكومة الإسرائيلية إجراءات حقيقية لوقف هذا القتل. وطالب بشن غارات جوية فورية لإحباط القوات العاملة في جنوبي سوريا، محذرًا من تفاقم الأزمة بين الدروز وإسرائيل إذا لم يُتخذ إجراء حاسم.
أحداث السويداء
تعيش محافظة السويداء وضعًا أمنيًا وعسكريًا خاصًا، إذ لم تسيطر عليها الحكومة السورية بشكل كامل. وشهدت المحافظة توترات أمنية بدأت في 12 تموز الماضي، إثر عمليات خطف متبادلة بين أبناء حي المقوس وفصائل محلية موالية للشيخ حكمت الهجري، تطورت إلى اشتباكات. وارتكبت القوات الحكومية ومسلحو العشائر والفصائل المحلية انتهاكات بحق المدنيين. وتعيش المدينة هدوءًا نسبيًا بعد اتفاق لوقف إطلاق النار، بينما تتهم جهات داخل السويداء الحكومة بحصار المدينة، تعلن الأخيرة عن إدخال قوافل مساعدات. وفي 16 آب، رفع متظاهرون أعلام طائفة الموحدين الدروز والعلم الإسرائيلي في ساحة الكرامة، مطالبين بـ “حق تقرير المصير” و”الاستقلال التام” عن سوريا، وسط هتافات تحيي الشيخ حكمت الهجري.