الإثنين, 15 سبتمبر 2025 07:31 AM

نتنياهو يشيد بمتانة العلاقات مع أمريكا خلال زيارة روبيو لإسرائيل بعد أيام من محاولة استهداف مسؤولين في حماس بالدوحة

نتنياهو يشيد بمتانة العلاقات مع أمريكا خلال زيارة روبيو لإسرائيل بعد أيام من محاولة استهداف مسؤولين في حماس بالدوحة

أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأحد أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى إسرائيل تعكس قوة التحالف والصداقة بين البلدين، وذلك بعد أيام من الضربة الإسرائيلية التي استهدفت مسؤولين من حماس في الدوحة.

وعلى الرغم من إعراب الرئيس الأمريكي عن استيائه من الضربات الإسرائيلية التي استهدفت قطر يوم الثلاثاء، صرح روبيو يوم السبت، قبل توجهه إلى إسرائيل، للصحفيين بأن ترامب "ليس سعيدًا" بسبب الضربة، إلا أن هذا الخلاف "لن يغير طبيعة علاقتنا بالإسرائيليين".

وقد أثارت هذه الضربات غضب الدوحة، حليفة واشنطن في المنطقة، واستنكرتها أطراف إقليمية ودولية.

كما ألقت بظلالها على جهود التوصل إلى هدنة في الحرب والإفراج عن الرهائن في القطاع، خاصة وأن قطر تعتبر وسيطًا رئيسيًا في المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس، والتي أكدت نجاة رئيس وفدها المفاوض خليل الحية من القصف.

ومن المقرر أن يبدأ روبيو لقاءاته الهامة في إسرائيل يوم الاثنين، بالتزامن مع انعقاد قمة عربية إسلامية في الدوحة للتنديد بالهجوم الإسرائيلي.

وفي يوم الأحد، حث رئيس الوزراء القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني المجتمع الدولي على وقف "الكيل بمكيالين ومعاقبة إسرائيل على جميع الجرائم التي ارتكبتها".

وكان ترامب قد التقى برئيس الوزراء القطري في واشنطن يوم الجمعة.

وتعد قطر، إلى جانب الولايات المتحدة ومصر، طرفًا أساسيًا في جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة. وقد استضافت الدوحة العديد من جولات التفاوض غير المباشر بين حماس وإسرائيل.

وتأتي زيارة روبيو في ظل ضغوط دولية على إسرائيل بسبب تصعيد عملياتها العسكرية في شمال قطاع غزة، وقبل أيام من اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث تعتزم دول غربية عدة الاعتراف بدولة فلسطين، في خطوة تندد بها إسرائيل وواشنطن.

وعقب لقائهما، توجه روبيو ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى حائط المبكى في القدس الشرقية، حيث ارتدى وزير الخارجية الأمريكي القلنسوة اليهودية، وفقًا لما أفاد به مراسل وكالة فرانس برس.

ووصف نتنياهو روبيو بأنه "صديق استثنائي لإسرائيل"، مؤكدًا أن زيارته تؤكد "قوة التحالف الإسرائيلي-الأمريكي".

وأضاف: "إنه (تحالف) قوي وصلب مثل حجارة حائط المبكى التي لمسناها للتو".

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن روبيو توجه إلى إسرائيل لتأكيد الدعم الأمريكي لها قبل اعتراف مرتقب لدول عدة بدولة فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

في غضون ذلك، وصف وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر مساء الأحد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز وحكومته بأنهما "عار على إسبانيا" بعد توقف طواف الدراجات الهوائية في البلاد بسبب مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين.

وفي منشور على منصة إكس، اتهم ساعر رئيس الوزراء الإسباني بأنه "شجع المحتجين على الخروج إلى شوارع" مدريد، وأوقف المرحلة الأخيرة من طواف الدراجات.

وشهد الأسبوع تصاعدًا للتوترات بين إسرائيل وإسبانيا، مع إعلان مدريد استدعاء سفيرتها في الدولة العبرية للتشاور، بعد تبادل تصريحات حادة أعقبت إعلان سانشيز إجراءات "لوضع حد للإبادة الجماعية في غزة".

وكانت الحكومة الإسبانية قد اعترفت بدولة فلسطين في مايو/أيار 2024.

– "العالم يقف متفرجًا" –

تتزامن زيارة روبيو مع تصعيد إسرائيل عملياتها في إطار خطتها المعلنة للسيطرة على مدينة غزة، كبرى مدن القطاع وأكثرها اكتظاظًا بالسكان.

وأكد المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل ارتفاع حصيلة الضربات الإسرائيلية يوم الأحد إلى 45 قتيلاً.

وتتواصل حركة النزوح من المدينة، حيث دمر الطيران الإسرائيلي في الآونة الأخيرة عددًا من المباني العالية، مؤكدًا أن حماس تستخدمها لأغراض عسكرية، وهو ما تنفيه الحركة.

وأظهرت لقطات لفرانس برس قوافل من السيارات والعربات لنازحين تغادر نحو الجنوب، فضلاً عن الكثير من الأشخاص يغادرون سيرًا. وكان من بين هؤلاء أشخاص فقدوا أطرافهم، ورجل على كرسي متحرك يحمل طفلاً.

وقالت سارة أبو رمضان (20 عامًا): "نحن نعيش حالة رعب مستمرة. قصف لا يتوقف انفجارات مرعبة وقوية جدًا".

وأضافت: "هذه الليلة لم أتوقع أن يشرق علينا الصباح… لم كل هذه القوة في الصواريخ؟". وتابعت: "نموت هنا وليس لنا مكان نلجأ إليه، والعالم يقف متفرجًا علينا… لم كل هذا الظلم؟".

ووجه الجيش الإسرائيلي يوم الأحد ثلاثة إنذارات بالإخلاء "الفوري" لسكان منطقة ميناء غزة وحي الرمال الجنوبي والخيام والشوارع المحيطة بهما.

لاحقًا، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه "أغار على برج متعدد الطوابق في مدينة غزة كانت تستخدمه حماس".

وكان الجيش قد أفاد يوم السبت بأن عدد النازحين تجاوز 250 ألف شخص. في المقابل، أكد الدفاع المدني في غزة أن عدد النازحين إلى جنوب القطاع يقارب 68 ألفًا فقط، مشيرًا إلى أن كثيرين ما زالوا متشبثين بالبقاء في مدينة غزة، في حين لا يجد آخرون مكانًا للإقامة في الجنوب حيث أعلنت إسرائيل إقامة "منطقة إنسانية".

وبحسب تقديرات الأمم المتحدة في أغسطس/آب، كان عدد السكان في مدينة غزة ومحيطها يتجاوز مليون نسمة.

وحثت الأمم المتحدة وأطراف دولية إسرائيل على وقف العملية، محذرة من أن الهجوم وعمليات النزوح الناجمة عنه ستفاقم الأزمة الإنسانية التي بلغت حد إعلان المنظمة الدولية رسميًا المجاعة في غزة الشهر الماضي.

– "وقف فوري" –

وتعتزم بلدان غربية تتقدمها فرنسا وبريطانيا، الاعتراف بدولة فلسطين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وصوتت الجمعية للأمم المتحدة يوم الجمعة لصالح قرار يهدف إلى إحياء حل الدولتين من دون إشراك حركة حماس فيه.

وأكدت واشنطن أن زيارة روبيو إلى إسرائيل تأتي كذلك في سياق الدعم بمواجهة هذا الحراك الدبلوماسي.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية تومي بيغوت يوم الجمعة إن واشنطن ستظهر التزامها "مواجهة الإجراءات المناهضة لإسرائيل، بما في ذلك الاعتراف الأحادي بدولة فلسطينية يكافئ إرهاب حماس".

واستبعد الباحث في معهد الشرق الأوسط في واشنطن براين كاتوليس أن يضغط روبيو نحو وقف لإطلاق النار في غزة.

وقال كاتوليس: "يبدو أن الإدارة تستمع أكثر لقواعدها التي تتشكل من (السفير في القدس مايك) هاكابي وأمثاله من المسيحيين الإنجيليين المتحالفين مع الإسرائيليين اليمينيين".

وأسفر هجوم حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 عن مقتل 1219 شخصًا، معظمهم من المدنيين، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية.

وردت إسرائيل بشن عمليات عسكرية في قطاع غزة أدت إلى استشهاد 64871 شخصًا على الأقل، غالبيتهم من النساء والأطفال، وفق أرقام وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقًا بها.

وبحسب الجيش الإسرائيلي، ما زال هناك 47 رهينة في غزة، 25 منهم لقوا حتفهم، من بين 251 شخصًا خُطفوا في الهجوم.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _راي اليوم
مشاركة المقال: