الجمعة, 10 أكتوبر 2025 06:18 PM

ندوة حوارية في دمشق تستعرض أبرز جوانب انتخابات مجلس الشعب والتحديات المستقبلية

ندوة حوارية في دمشق تستعرض أبرز جوانب انتخابات مجلس الشعب والتحديات المستقبلية

دمشق-سانا: استضاف صالون سوريا للفكر والثقافة جلسة حوارية تحت عنوان «انتخابات مجلس الشعب الأول بعد التحرير: الآليات، النتائج، والتحديات»، بحضور نخبة من السياسيين والإعلاميين والمهتمين بالشأن العام، لمناقشة أبرز المستجدات المتعلقة بالعملية الانتخابية والتطورات المصاحبة لها.

الحوار الوطني والسلم الأهلي

أشار نوار نجمة، عضو اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب، خلال مداخلته في الجلسة التي أقيمت في فندق «آرت هاوس» بدمشق، إلى الإيجابية التي طغت على الانتخابات، مؤكداً على تمكن اللجنة من ضمان نزاهتها. كما شدد على حاجة البلاد الماسة إلى حوار وطني بناء ومستمر داخل المؤسسات الدستورية، معتبراً مجلس الشعب القادم المنصة المثالية لهذا الحوار، كونه سلطة منتخبة تهدف من خلال النقاش والتشريع إلى تحقيق نتائج ملموسة تخدم الدولة والمواطن.

وأكد نجمة على الدور المحوري للحوار الوطني في تعزيز المصالحة الوطنية والسلم الأهلي بين مختلف أطياف المجتمع السوري، مشيراً إلى الأثر الإيجابي لتسريع إقرار القوانين الاقتصادية والتنموية على الاستقرار العام. وأضاف أن البرلمان سيعمل جاهداً على إصدار التشريعات اللازمة لحماية المستثمرين وتوفير بيئة محفزة للنهوض الاقتصادي.

كما أوضح أن التنمية المستدامة تدعم المصالحة الوطنية من خلال توفير فرص متكافئة وتعزيز الثقة بين الدولة والمجتمع، وأن المجلس سيكون له دور أساسي في صياغة دستور يدعم الاستقرار السياسي وتطور الحياة العامة في سوريا.

الانتخابات في الحسكة والرقة والسويداء

وفي رده على سؤال حول مصير الانتخابات في محافظات الرقة والحسكة والسويداء، أوضح نجمة أنه تم تأجيلها مؤقتاً بسبب منع القوى غير الشرعية المسيطرة على تلك المناطق للمواطنين من المشاركة في العملية السياسية الوطنية.

وأضاف أن هذه القوى تسعى لاستغلال الوقت وعرقلة الاتفاقيات، مؤكداً على حاجة الحكومة السورية إلى السرعة والإنجاز، وأنه سيتم إجراء انتخابات تكميلية فور استقرار الأوضاع في المحافظات الثلاث.

من جهتها، أكدت لارا عيزوقي، عضو اللجنة العليا للانتخابات، أن اللجنة أولت اهتماماً بالغاً للانتقادات والملاحظات التي تم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي خلال العملية الانتخابية، مشيرة إلى أن بعضها كان بناءً وساهم في تحسين الأداء، وأن اللجنة استجابت للرأي العام وعدلت العديد من الإجراءات بناءً على الملاحظات واللقاءات مع المواطنين.

التنمية والاقتصاد

أوضحت عيزوقي أن المجلس الجديد يمثل ضرورة ملحة لإطلاق عجلة التنمية والاقتصاد، مشيرة إلى وجود مئات القوانين المعطلة، والتي وُضعت في أغلبها لخدمة مصالح شخصية وليست لخدمة المواطنين. وأكدت على أن اللجنة عملت بكل طاقتها لإنجاز المهام بأسرع وقت ممكن رغم الصعوبات الكبيرة.

وأضافت عيزوقي أن اللجنة تلقت اعتراضات من بعض المرشحين الذين تم إلغاء ترشيحاتهم، وأن هذا الإجراء جاء نتيجة الطعون المقدمة ضدهم ضمن القوائم الأولية، مما استدعى تعديل بعض القوائم لتصحيح الخلل.

تمثيل المرأة

أشار المشاركون في الجلسة الحوارية إلى أن ضعف تمثيل المرأة في المجلس يشكل ثغرة يجب معالجتها مستقبلاً، مؤكدين على أن التجربة الانتخابية الأخيرة، رغم التحديات، تعتبر خطوة هامة نحو تعزيز الحياة السياسية وتطوير المشاركة الشعبية في صنع القرار.

كما شددوا على ضرورة استمرار الحوار بين مختلف المكونات الوطنية، والعمل على دعم حضور المرأة في المجالس المنتخبة القادمة، سواء من خلال التنظيم والتكتل النسائي أو نشر الوعي السياسي والمجتمعي بأهمية مشاركة النساء في العمل العام.

وأشارت المرشحة السابقة لمجلس الشعب هديان النحلاوي، في تصريح لسانا، إلى التحديات المتعلقة بغياب التمثيل الكافي للمرأة في النتائج النهائية، وصعوبة إقناع المرشحين الرجال بضم نساء إلى قوائمهم الانتخابية، داعية إلى دراسة أسباب هذا الخلل لضمان تمثيل عادل للمرأة في الدورات الانتخابية المقبلة.

من جهتها، أعربت المشاركة لميس رجال عن أهمية دور المرأة في المجتمع، وأن غيابها عن مجلس الشعب في نتائج الانتخابات، وخاصة في دمشق، يستدعي البحث في سبل تعزيز مشاركتها الفاعلة في الحياة السياسية، معربة عن أملها في أن تسهم هذه النقاشات في تعزيز دور المرأة.

برلمان يمثل صوت الشعب

أشار المشارك هيثم الغبرة إلى أهمية وجود برلمان قوي يمثل صوت الشعب ويدعمه، مشدداً على ضرورة زيادة تمثيل الكفاءات، وخاصة النسائية، وتوسيع قاعدة المشاركة الشعبية في المستقبل، بالتوازي مع دعم قطاعي التعليم والاقتصاد بما يرضي الناس والمجتمع المحلي.

وتأتي هذه الجلسة الحوارية في إطار الجهود الرامية إلى تقييم التجربة الانتخابية الأولى بعد التحرير، وفتح آفاق للنقاش البناء حول سبل تطوير العملية الديمقراطية وتعزيز المشاركة المجتمعية، لضمان بناء مجلس شعب يمثل تطلعات جميع السوريين نحو المستقبل.

مشاركة المقال: