الجمعة, 10 أكتوبر 2025 10:13 PM

ندوة في دمشق تستعرض أبرز جوانب انتخابات مجلس الشعب والتحديات المستقبلية

ندوة في دمشق تستعرض أبرز جوانب انتخابات مجلس الشعب والتحديات المستقبلية

دمشق-سانا: استضاف صالون سوريا للفكر والثقافة جلسة حوارية تحت عنوان «انتخابات مجلس الشعب الأول بعد التحرير: الآليات، النتائج، والتحديات»، بحضور نخبة من السياسيين والإعلاميين والمهتمين بالشأن العام، لمناقشة أبرز التفاصيل المتعلقة بالعملية الانتخابية والتطورات المصاحبة لها.

الحوار الوطني والسلم الأهلي

أوضح نوار نجمة، عضو اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب، خلال مداخلته في الجلسة التي أقيمت في فندق «آرت هاوس» بدمشق، أن الانتخابات حظيت بنظرة إيجابية عامة، وأن اللجنة تمكنت من ضمان نزاهتها. وأكد على حاجة البلاد إلى حوار وطني بنّاء ومستمر داخل المؤسسات الدستورية، معتبراً مجلس الشعب القادم المكان الأمثل لهذا الحوار، كونه سلطة منتخبة تمارس النقاش والتشريع لخدمة الدولة والمواطن.

كما أشار نجمة إلى أن الحوار الوطني في المجلس سيعزز المصالحة الوطنية والسلم الأهلي بين مختلف أطياف المجتمع، مؤكداً على أهمية تسريع إقرار القوانين الاقتصادية والتنموية لتحقيق الاستقرار العام. وأضاف أن البرلمان سيعمل على إصدار التشريعات اللازمة لحماية المستثمرين وتوفير بيئة مناسبة للنهوض بالاقتصاد، وأن التنمية المستدامة ستدعم المصالحة الوطنية من خلال توفير فرص متكافئة وتعزيز الثقة بين الدولة والمجتمع. وأكد على الدور الأساسي للمجلس في صياغة دستور يدعم الاستقرار السياسي وتطور الحياة العامة في سوريا.

الانتخابات في الحسكة والرقة والسويداء

في رده على سؤال حول انتخابات محافظات الرقة والحسكة والسويداء، بين نجمة أنه تم تأجيل الانتخابات في هذه المحافظات مؤقتاً، بسبب منع القوى غير الشرعية المسيطرة على تلك المناطق للمواطنين من المشاركة في العملية السياسية الوطنية. وأضاف أن هذه القوى تحاول استغلال الوقت وعرقلة الاتفاقيات، مؤكداً على أن الحكومة السورية تسعى إلى سرعة العمل والإنجاز، وأنه سيتم إجراء انتخابات تكميلية بمجرد استقرار الأوضاع في المحافظات الثلاث.

من جهتها، أكدت لارا عيزوقي، عضو اللجنة العليا للانتخابات، أن اللجنة تابعت باهتمام الانتقادات والملاحظات التي تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي خلال العملية الانتخابية، مشيرة إلى أن بعضها كان بنّاءً وساهم في تحسين العمل، وأن اللجنة استجابت للرأي العام وعدلت العديد من الإجراءات بناءً على الملاحظات واللقاءات مع المواطنين.

التنمية والاقتصاد

أوضحت عيزوقي أن المجلس الجديد ضروري لإطلاق عجلة التنمية والاقتصاد، مشيرة إلى وجود مئات القوانين المعطلة التي وُضعت لخدمة مصالح شخصية وليست لخدمة المواطنين. وأكدت أن اللجنة عملت بكثافة لإنجاز المهام بأسرع وقت ممكن رغم الصعوبات الكبيرة. وأضافت أن الاعتراضات التي قُدمت من بعض المرشحين الذين تم إلغاء ترشيحاتهم جاءت نتيجة الطعون المقدمة ضدهم ضمن القوائم الأولية، وأنه كان لا بد من تعديل بعض القوائم لتصحيح الخلل الحاصل في تركيبتها.

تمثيل المرأة

أشار المشاركون في الجلسة الحوارية إلى أن ضعف تمثيل النساء في المجلس يشكل ثغرة يجب معالجتها مستقبلاً، مؤكدين أن التجربة الانتخابية الأخيرة، رغم التحديات، تعتبر خطوة مهمة على طريق تعزيز الحياة السياسية في سوريا وتطوير المشاركة الشعبية في صنع القرار. كما شددوا على ضرورة استمرار الحوار بين مختلف المكونات الوطنية، والعمل على دعم حضور المرأة في المجالس المنتخبة القادمة، سواء عبر التنظيم والتكتل النسائي أو من خلال نشر الوعي السياسي والمجتمعي حول أهمية مشاركة النساء في العمل العام.

أشارت المرشحة السابقة لمجلس الشعب هديان النحلاوي، في تصريح لسانا، إلى وجود تحديات تتعلق بغياب التمثيل الكافي للمرأة في النتائج النهائية، فضلاً عن صعوبة إقناع المرشحين الرجال بضم نساء إلى قوائمهم الانتخابية. ودعت إلى ضرورة دراسة أسباب هذا الخلل لضمان تمثيل عادل للمرأة في الدورات الانتخابية المقبلة. من جهتها، أعربت المشاركة لميس رجال عن أن دور المرأة في المجتمع لا يقل أهمية عن دور الرجل، وأن غيابها عن مجلس الشعب في نتائج الانتخابات يستدعي البحث في سبل تعزيز مشاركتها الفاعلة في الحياة السياسية، معربة عن أملها في أن تسهم هذه النقاشات في تعزيز دور المرأة.

برلمان يمثل صوت الشعب

أشار المشارك هيثم الغبرة إلى أهمية وجود برلمان قوي يمثل صوت الشعب ويدعمه، مشدداً على ضرورة زيادة تمثيل الكفاءات، وخاصة النسائية، وتوسيع قاعدة المشاركة الشعبية في المستقبل، بالتوازي مع دعم قطاعي التعليم والاقتصاد بما يرضي الناس والمجتمع المحلي.

وتأتي هذه الجلسة الحوارية في سياق الجهود الرامية إلى تقييم التجربة الانتخابية الأولى بعد التحرير، وفتح آفاق للنقاش البنّاء حول سبل تطوير العملية الديمقراطية وتعزيز المشاركة المجتمعية، لضمان بناء مجلس شعب يمثل تطلعات جميع السوريين نحو المستقبل.

مشاركة المقال: