شهد مؤتمر حل الدولتين الذي عقد في نيويورك إشادة قطرية واسعة، حيث اعتبرته خطوة تاريخية نحو تسوية القضية الفلسطينية. وفي المقابل، طالبت الإمارات العربية المتحدة بردع إسرائيل عن انتهاكاتها، بينما دعت الجزائر إلى تحرك فعلي لتجسيد دولة فلسطين على أرض الواقع.
يأتي هذا المؤتمر في ظل اعتراف دولي متزايد بدولة فلسطين، حيث أعلنت كل من فرنسا ومالطا ولوكسمبرغ وبلجيكا وأندورا وموناكو اعترافها بالدولة الفلسطينية، وذلك بعد يوم واحد من اعتراف بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال. وبهذا يرتفع عدد الدول المعترفة بفلسطين إلى 160 دولة من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة، منذ إعلان الرئيس الراحل ياسر عرفات من الجزائر عام 1988.
وفي كلمته بالمؤتمر، أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري، سلطان المريخي، أن مؤتمر حل الدولتين يعد تاريخياً في مسار تسوية القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن هذا التحرك الدولي يأتي في سياقين: الأول تاريخي يهدف إلى إنهاء عقود طويلة من الظلم والاحتلال، والثاني يتمثل في تدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، خاصة في قطاع غزة المدمر.
من جانبه، دعا وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، خليفة شاهين المرر، إلى مواصلة الجهود لوقف إطلاق النار في غزة ودعم وساطة مصر وقطر والولايات المتحدة، مجدداً دعوة مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته لردع إسرائيل ووقف انتهاكاتها.
بدوره، شدد وزير خارجية الجزائر، أحمد عطاف، على ضرورة التحرك الفعلي لتجسيد دولة فلسطين والتصدي لمخططات إسرائيل لتهجير الفلسطينيين. كما طالب رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، بوقف ما وصفه بـ "الإبادة الجماعية" التي ترتكبها إسرائيل في غزة، مؤكداً أن حل الدولتين مستحيل في ظل هذه الظروف.
وفي سياق متصل، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً يؤيد "إعلان نيويورك" الرامي إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية وتعزيز حل الدولتين، وذلك بأغلبية 142 صوتاً.
يذكر أن الجيش والمستوطنين الإسرائيليين قتلوا في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما لا يقل عن 1042 فلسطينياً، وأصابوا نحو 10 آلاف و160، إضافة لاعتقال أكثر من 19 ألفا، بحسب معطيات فلسطينية رسمية. وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 65 ألفا و344 شهداء و166 ألفا و795 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 442 فلسطينيا بينهم 147 طفلا.