الإثنين, 21 أبريل 2025 11:53 AM

هل تقود سياسات ترامب الاقتصادية العالم إلى الهاوية؟ تحليل معمق لمؤشرات الانهيار الاقتصادي الأمريكي

هل تقود سياسات ترامب الاقتصادية العالم إلى الهاوية؟ تحليل معمق لمؤشرات الانهيار الاقتصادي الأمريكي

للدكتور الياس عاقلة

مع عودة ترامب إلى سدة الرئاسة في أمريكا، سارع بإصدار قوانين وسياسات أضعفت المجتمع الأمريكي وزادت من حدة الصراعات الدولية. ومؤخراً، أعلن حرباً اقتصادية عالمية تهدد السلام. ففي الداخل، تسببت سياساته في تسريح آلاف العمال وإلغاء التأمين الصحي لمئات الآلاف، مما زاد البطالة والفقر. كما قام بترحيل المهاجرين الذين كانوا يشكلون عمالة رخيصة.

وعلى الصعيد العسكري، أرسل ترامب أسلحة وقنابل بقيمة 20 تريليون دولار لإسرائيل، لقصف اليمن، متجاوزاً موافقة الكونغرس.

وادعى ترامب أن دول العالم تستغل الاقتصاد الأمريكي، وأعلن حالة الطوارئ لشن حرباً اقتصادية بفرض تعريفات جمركية عالية على السلع الأجنبية، وطالب بضم كندا والسيطرة على قناة بنما.

واعتبر الصين الهدف الرئيسي لحربه الاقتصادية، وفرض عليها تعريفات جمركية بنسبة 150%، فردت الصين بتعاريف مقابلة بنسبة 125%. هذه الحرب قد تؤدي إلى حرب عسكرية عالمية كما حدث في الحرب العالمية الثانية.

تعود جذور الحرب الاقتصادية الحالية إلى الحرب العالمية الثانية، التي أدت إلى انهيار اقتصادات دول آسيا وأوروبا وأفريقيا، بينما بقي الاقتصاد الأمريكي سليماً بسبب عدم وجود منافس للصناعات الأمريكية.

شهدت فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية إعادة بناء الصناعات المحلية في دول أوروبية وآسيوية. وبسبب العمالة الرخيصة في الدول الآسيوية وأمريكا الجنوبية وكندا، سمحت الإدارات الأمريكية لأصحاب المصانع بنقل مصانعهم إلى دول العالم الثالث، مما أدى إلى ارتفاع البطالة في أمريكا وإفلاس شركات أمريكية.

الإدارات السياسية الأمريكية ليست ديمقراطية بالكامل، فهي تباع وتشترى بأموال المليارديرات أصحاب الشركات الكبرى، الذين يرد لهم الرؤساء الجميل بتقليص الضرائب وفرض سياسات داخلية وخارجية لمصلحة هذه الشركات، مثل شركات تصنيع الأسلحة التي شجعت على الحروب لسرقة ثروات الدول الأخرى. هناك حوالي 800 قاعدة عسكرية أمريكية في 80 دولة بحجة حماية هذه الدول.

هذه السياسات أدت إلى عجز اقتصادي كبير لأن الاستهلاك المحلي الأمريكي فاق الإنتاج المحلي، مما أدى إلى دين عام كبير. والآن جاء ترامب وداعموه لتصحيح هذا العجز بفرض حرب التعريفات الجمركية.

أعلن ترامب بداية شهر أبريل "يوم تحرير أميركي" و"عصر أميركا أولاً"، فارضاً تعاريف جمركية على كندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي، مما سيؤدي إلى خسائر هائلة للأوروبيين. وحاول الضغط على الدول الإفريقية، فردت الصين بإلغاء جميع تعريفاتها على 33 دولة إفريقية.

وجه ترامب هجومه التجاري على دول الخليج، وخاصة الكويت التي تنمو تجارتها مع الصين. وفي آذار 2025، عقدت الكويت مع الصين اتفاقية تعاون للطاقة المتجددة.

هناك صراع وتنافس تجاري كبير بين أمريكا والصين. فالمنتجات الصينية تمثل حوالي 30% من التصنيع العالمي، بينما كانت تمثل 8% فقط قبل 20 عاماً. والصين تملك الأيدي العاملة الكثيرة الرخيصة والصناعات التقنية المتطورة.

تتبع الصين سياسة بناء شراكات تجارية مع الدول الأخرى ليستفيد الطرفان بشكل عادل، كما هو واضح في سياسة بناء طريق الحرير الجديد.

هذه الحرب التجارية أفقدت أمريكا شركاءها، خاصة بعد أن ألغى ترامب 90% من برامج المساعدات الإنسانية، مما أجبر هذه الدول على البحث عن مساعد آخر، فجاءت المساعدات التنموية الصينية لملأ هذا الفراغ.

توجهت أنظار المملكة العربية السعودية تجاه الصين، وتم توقيع العديد من الاتفاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين. وتعد السعودية الشريك التجاري الأول للصين في منطقة الشرق الأوسط.

في 27 آذار/مارس 2021، وقعت إيران والصين اتفاقية الشراكة الإستراتيجية الشاملة لمدة 25 عاماً، حيث تستثمر الصين 400 مليار دولار في الاقتصاد الإيراني.

لم تعد أميركا صاحبة الاقتصاد المهيمن عالمياً، بل الصين. والسبب الرئيسي لذلك هو اتباع الرؤساء الأميركيين سياسات اقتصادية خاطئة. وجاء ترامب لإصلاح هذا الخطأ بخطأ أكبر معلناً حرباً اقتصادية عالمية.

ترامب إنسان نرجسي مادح النفس ومهين للآخرين، دكتاتور بلطجي متنمر متهور متردد القرارات، شاذ الشهوات الجنسية، وفاشل في جميع مشاريعه العملية.

هذه الحروب الأميركية تعمل على عزل أميركا كدولة مارقة. والحرب الاقتصادية أصابت الشعب الأميركي في الصميم. والاقتصاد الأميركي ينهار تدريجيا باتجاه كسادٍ كبيرٍ.

الشعب الأميركي يخرج اليوم في مسيرات مليونية احتجاجاً على سياسات ترامب. ويطالب أعضاء الكونجرس بمعاقبته بسبب تجاوزاته غير القانونية.

يقود ترامب الولايات الأميركية والعالم كله الى انهيار وحروب ودمار. ولن أستغرب إذا تم اغتياله أو “إصابته بمرض عضال”.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات_راي اليوم

مشاركة المقال: