أكد الكرملين اليوم الجمعة أنه لن يتدخل في الخلاف الدائر بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ورائد الأعمال إيلون ماسك، معربًا عن ثقته في قدرة ترامب على إدارة الموقف.
وأوضح المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن هذا الخلاف يُعتبر شأنًا داخليًا أميركيًا.
وكان التحالف السياسي بين ترامب وماسك قد انهار يوم الخميس، وتبادل الطرفان سجالًا حادًا، حيث هدد ترامب بتجريد ماسك من عقود حكومية ضخمة.
ونقلت وسائل إعلام عن ترامب قوله: "خاب أملي كثيرًا"، وذلك بعد انتقاد ماسك لمشروع قانون الإنفاق المطروح أمام الكونغرس، والذي وصفه ترامب بأنه "كبير وجميل".
وتصاعد الخلاف بين الرجلين عبر منصات التواصل الاجتماعي، ووصل الأمر إلى أن نشر ماسك منشورًا يزعم فيه، دون تقديم أي دليل، أن اسم ترامب مذكور في وثائق حكومية تتعلق بالملياردير جيفري إبستين، المدان بجرائم جنسية.
وذكرت صحيفة "بوليتيكو" أنها تواصلت مع ترامب للتعليق على الخلاف، فأجاب بأنه "ليس بالأمر المهم"، وأشارت إلى أنه من المقرر أن يتحدث الطرفان في محاولة لتهدئة الأوضاع.
وقد يكون لهذا الخلاف تداعيات سياسية واقتصادية كبيرة، حيث شهدت أسهم شركة تيسلا للسيارات الكهربائية، التي يملكها ماسك، تراجعًا ملحوظًا، في حين تعهد ماسك بوقف برنامج مركبات الفضاء الأميركي.
وانتشرت تكهنات حول عدم استمرار العلاقة بين أغنى شخص في العالم والرئيس الأميركي لفترة طويلة، إلا أن سرعة انهيارها فاجأت الأوساط السياسية في واشنطن.
وقال ترامب للصحفيين: "لقد خاب أملي كثيرًا، لقد ساعدت إيلون كثيرًا". وأضاف: "إيلون وأنا جمعتنا علاقة رائعة. لا أعرف ما إذا ستبقى كذلك".
ووصف ترامب ماسك لاحقًا بأنه "مجنون"، وأكد أنه طلب منه المغادرة.
ورد ماسك على الفور عبر منصة "إكس"، التي يملكها، قائلًا إن ترامب ما كان ليفوز في انتخابات 2024 من دونه، واصفًا إياه بأنه "ناكر للجميل".
وتصاعد السجال مع قول ماسك إن اسم ترامب "وارد في ملفات إبستين"، في إشارة إلى وثائق حكومية أميركية حول الثري الذي انتحر في زنزانته عام 2019.
وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، إن منشور ماسك حول إبستين "فصل مؤسف من جانب إيلون المستاء من مشروع القانون +الكبير والجميل+".
ورد ماسك، الذي كان أكبر المتبرعين في حملة ترامب الانتخابية، قائلًا إن المرشح الجمهوري ما كان ليفوز في انتخابات 2024 من دون دعمه، واتهمه بأنه "ناكر للجميل".
وألمح ترامب إلى توجيه ضربة موجعة لماسك، مهددًا بإلغاء العقود الحكومية التي أبرمها ماسك بقيمة مليارات الدولارات.
ورد ماسك مؤكدًا أنه سيبدأ "سحب" مركبة دراغون الفضائية من الخدمة، والتي تعد ذات أهمية حيوية لنقل رواد ناسا إلى محطة الفضاء الدولية.
