الثلاثاء, 29 أبريل 2025 03:13 PM

هل يمكن أن ينقذ اتفاق نووي مؤقت المحادثات المعقدة بين إيران وأمريكا؟

هل يمكن أن ينقذ اتفاق نووي مؤقت المحادثات المعقدة بين إيران وأمريكا؟
**هل يمكن أن تتوصل الولايات المتحدة وإيران إلى اتفاق نووي جديد؟** وسط أجواء من التوترات الإقليمية والتصعيد العسكري، تشهد سلطنة عُمان اليوم السبت محادثات أمريكية-إيرانية بخصوص البرنامج النووي الإيراني، وهي تعتبر تطورًا هامًا في العلاقات المتوترة بين الطرفين منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي لعام 2015 في عهد الرئيس دونالد ترامب. ### **تصريحات متبادلة وخطوات أولية** أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشكل مفاجئ، عن محادثات وصفها بالمباشرة مع إيران، لكنه لمّح إلى أن هذه الخطوة تأتي في ظل نية واشنطن السعي لاتفاق "أقوى" من اتفاق عام 2015، والذي انسحب منه بعد ثلاثة أعوام من توقيعه. من جهتها، نفت طهران أن تكون المفاوضات مباشرة، مؤكدة أن المحادثات ستكون غير مباشرة من خلال وساطة عمانية بقيادة وزير خارجيتها. وتأتي هذه التطورات بعد أن بعث ترامب رسالة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، اقترح فيها التفاوض حول اتفاق نووي جديد، إلا أن إيران رفضت المفاوضات المباشرة وطالبت ببناء ثقة حقيقية قبل أي استئناف للحوارات. ### **ملفات التفاوض الرئيسية** تشير التقارير إلى أن المحادثات الأمريكية الإيرانية ستتمحور حول عدة ملفات رئيسية: - **البرنامج النووي الإيراني**: تطالب واشنطن بتفكيك كامل لقدرات إيران النووية، وهو مطلب رفضته طهران التي تؤكد سلمية برنامجها النووي. - **النفوذ الإقليمي الإيراني**: تهدف الولايات المتحدة للحد من علاقات إيران بمحور المقاومة في المنطقة. - **الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة**: تُعد هذه القضية شائكة، حيث ترفض إيران إدراج برنامجها الدفاعي ضمن أجندة التفاوض. ووفقًا لمصادر قريبة من الحكومة الإيرانية، فإن طهران تركز على رفع العقوبات الاقتصادية وتحقيق منافع على صعيد الطاقة النووية أكثر من الدخول في تفاصيل متعلقة بقدراتها العسكرية أو علاقاتها الإقليمية. ### **التحديات بين الجانبين** - **المخاوف الإيرانية**: تشعر طهران بالقلق من التعرض لسيناريو مشابه للاتفاق الليبي، الذي أدى لاحقًا إلى زعزعة الاستقرار في ليبيا، وهو ما يثير خلافات مع إسرائيل التي تأمل بتفكيك شامل للبرنامج الإيراني. - **المهلة الزمنية**: حدد ترامب مدة شهرين للتوصل إلى اتفاق، مما يعتبره الجانب الإيراني ضغطًا زمنياً غير واقعي ويزيد من احتمالية التصعيد العسكري. - **فقدان الثقة المتبادل**: أشار الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى أن مخالفة أمريكا لوعودها السابقة تُعد العائق الأكبر أمام أي تقدم، إلا أنه لم يغلق الباب أمام تسوية محتملة. ### **التأثير الإقليمي والدولي** تأتي المفاوضات وسط تصعيد إسرائيلي ضد مواقع النفوذ الإيراني في المنطقة. في الوقت نفسه، تستعد الولايات المتحدة لاتخاذ خطوات عسكرية إذا فشلت المحادثات، حيث جرى نشر قاذفات "بي-2" كرسالة لإيران. وفي سياق متصل، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي إن الاتفاق الجديد لن يكون كما هو الحال في الاتفاق السابق، بل سيكون أكثر تشددًا لضمان عدم امتلاك إيران أسلحة نووية مستقبلًا. وأضاف أن واشنطن تسعى لإقناع طهران بالامتناع التام عن تخصيب اليورانيوم لأغراض عسكرية. ### **آفاق المفاوضات** رغم التعقيدات، أشارت إيران إلى استعدادها لمنح الدبلوماسية "فرصة حقيقية" لتجنب العقوبات المستمرة أو أي تدخل عسكري محتمل. ومن جانبه، أكد ترامب أن التوصل إلى اتفاق هو الخيار الأفضل للجميع، لكنه حذر قائلاً: "إذا لم تنجح المحادثات، ستكون هناك عواقب وخيمة لإيران". يبقى النجاح في صياغة اتفاق نووي جديد مرهونًا بمدى استعداد الطرفين لتقديم تنازلات، وهو أمر لا يزال موضع شك في ظل انعدام الثقة وتصاعد التوترات الإقليمية.
مشاركة المقال: