الأحد, 23 نوفمبر 2025 03:03 PM

واشنطن والرياض تجددان التحالف: هل يشهد الشرق الأوسط حقبة جديدة من الاستقرار والازدهار؟

واشنطن والرياض تجددان التحالف: هل يشهد الشرق الأوسط حقبة جديدة من الاستقرار والازدهار؟

كما توقعت سابقًا، لم تقتصر زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، إلى واشنطن على إعادة ضبط العلاقة السعودية-الأميركية، بل أعادت تعريفها بشكل كامل. بعد 80 عامًا من لقاء الرئيس فرانكلين روزفلت والملك عبدالعزيز، ترسم الدولتان مسارًا جديدًا نحو المستقبل.

لم يكن ما شهدته واشنطن مجرد عرض دبلوماسي، بل تدشينًا لعصر جديد قائم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. تحليق طائرات F-35 فوق البيت الأبيض كان مشهدًا رمزيًا قويًا.

يكمن التحول في قناعة الرئيس دونالد ترامب - والمتأخرة لدى جو بايدن - بأن الشرق الأوسط، بمساعدة السعودية، أصبح أرضًا للفرص والابتكار. المحرك الرئيسي لهذا التغيير هو الأمير محمد بن سلمان، الذي وصفه ترامب بـ "الصديق العظيم" و "الملك المستقبلي للمملكة العربية السعودية".

أدركت واشنطن أن "عندما تقود السعودية، يتبعها العالمان العربي والإسلامي". رؤية 2030 برنامج منفتح على العالم، يعتمد على الشراكات الدولية، خاصة مع الولايات المتحدة، لتوفير السلع والخدمات ونقل المعرفة لحماية الحدود واستخراج المعادن وبناء مدن المستقبل.

لم يهتم أحد بالمتشائمين الذين زعموا أن تريليون دولار من الاستثمارات المعلنة هي محاولة لشراء النفوذ. هذه المبالغ ستشتري طائرات F-35 ودبابات وتقنيات الذكاء الاصطناعي، والاستفادة من الخبرات الأميركية في الطاقة النووية والتعدين، شريطة موافقة واشنطن.

ترامب يدرك أن الفرصة التي تمثلها السعودية لا تتكرر، ولا يريد أن تفوت الشركات الأميركية هذه الفرصة. إذا لم تتحرك بلاده، ستلجأ الرياض إلى موردين آخرين.

رؤية 2030 تتجاوز السعودية إلى أبعاد إقليمية واقتصادية. لجذب الاستثمارات والسياح لإكسبو 2030 وكأس العالم 2034، يجب أن تكون المنطقة آمنة ومستقرة ومزدهرة. هذا الازدهار سينعكس على الجيران.

يسعى ترامب لترك إرث كصانع سلام. بعد بناء علاقة ثقة مع القيادة السعودية، بات مقتنعًا بصدق نوايا الرياض وقدرتها على تحقيق مكاسب متبادلة.

تجلت جهود الوساطة السعودية بين روسيا وأوكرانيا، ومساعيها لرفع العقوبات عن سوريا بعد انهيار نظام الأسد، ودفعها لإنهاء المعاناة في السودان. هذه المبادرات تخدم مصالح الرياض وواشنطن.

عبّر ترامب عن استعداده للحوار مع إيران، وأعلن عن تدخله في السودان. ويكشف عقب الزيارة عن نيته لقاء الرئيس السوري أحمد الشرع، ودعوته للرئيس اللبناني ميشال عون إلى زيارة البيت الأبيض. هذه إشارات إلى استراتيجية تهدف إلى استقرار المنطقة عبر الحوار والانفتاح.

أوضح ولي العهد أن السعودية لا تمانع الانضمام إلى اتفاقيات أبراهام، بشرط اعتراف إسرائيل بدولة فلسطينية. هذا الموقف يكتسب أهمية متزايدة في ظل الأحداث الأخيرة.

لا سبيل لمعرفة ما إذا كان كل هذا مجرد نظرية سوى بالتجربة. تخيل التزام بنيامين نتنياهو بخارطة طريق نحو دولة فلسطينية قابلة للحياة، مع ضمانة أمريكية من ترامب. كيف سيكون رد الفعل العالمي؟

نتنياهو أمام خيار مصيري: إما أن يختار السلام والاندماج الكامل، أو أن يبقي مواطنيه أسرى صراع لا ينتهي.

مشاركة المقال: