عواصم-سانا: تتواصل العمليات العسكرية المتبادلة بين روسيا وأوكرانيا، مخلفة المزيد من الضحايا والأضرار لدى الطرفين، وسط استمرار الخلافات والتباينات حول الخطة التي اقترحها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بهدف حل النزاع الدائر بين البلدين منذ عام 2022.
خسائر وإصابات نتيجة للغارات الروسية
ميدانياً، أعلن إيفان فيدوروف، رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية في زابوروجيا، عن إصابة ستة أشخاص وتضرر مبنيين سكنيين نتيجة لغارة روسية خلال الليلة الماضية. وفي سياق متصل، ذكر فلاديسلاف هايفانينكو، رئيس إدارة إقليم دنيبروبيتروفسك، في منشور على التلغرام، عن اندلاع حرائق في مبنى ووقوع إصابات جراء غارات روسية استهدفت مدينة دنيبرو.
الدفاعات الروسية تعلن إسقاط 75 طائرة مسيرة أوكرانية
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان لها أن منظومات الدفاع الجوي الروسية تمكنت من اعتراض وتدمير 75 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليلة الماضية في مناطق مختلفة من البلاد.
آخر تطورات الخطة الأمريكية لتسوية النزاع
على الصعيد السياسي، لا يزال الجدل مستمراً حول الخطة التي وضعها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية. فقد صرح ترامب أمس بأن هذه الخطة ليست "عرضاً نهائياً"، على الرغم من إعلانه قبل يومين عن مهلة محددة لكييف لقبولها. وفي المقابل، أكد زعماء غربيون في بيان مشترك أن الخطة بحاجة إلى مزيد من العمل والتعديل.
وفي تصريحات للصحفيين، قال ترامب: "يجب أن تنتهي الحرب بطريقة أو بأخرى". وعندما سئل عما إذا كانت هذه هي النسخة النهائية من عرضه، أجاب بالنفي. وأعلنت واشنطن وكييف عن عزمهما عقد محادثات حول الخطة اليوم في جنيف بسويسرا، بمشاركة مسؤولين رفيعي المستوى.
وفي تصريح له اليوم، أوضح وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، أن مقترح السلام بشأن أوكرانيا قد تم صياغته من قبل الإدارة الأمريكية كإطار للتفاوض، مشيراً إلى أنه يستند إلى مدخلات من موسكو، بالإضافة إلى مدخلات سابقة ومستمرة من كييف.
وكان الرئيس الأميركي قد أعلن يوم الجمعة عن منح أوكرانيا مهلة حتى يوم الخميس المقبل للموافقة على خطته التي وصفها بأنها تمثل طريقاً نحو السلام، مطالباً الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالموافقة عليها. إلا أن الأخير أعلن رفضه لهذه الخطة المكونة من 28 بنداً، وأشار إلى أنه سيحاول تقديم مقترحات بديلة لواشنطن، معتبراً أن بلاده "قد تضطر للاختيار بين التضحية بكرامتها وحريتها وبين خسارة أهم حليف لها".
الموقف الأوروبي من الخطة
أوروبياً، أصدرت عدة دول داعمة لكييف، إلى جانب الاتحاد الأوروبي، بياناً مشتركاً يصف الخطة الأميركية بأنها أساس للسلام في أوكرانيا، وذلك عقب اجتماع لقادتها على هامش قمة مجموعة العشرين في جوهانسبرغ بجنوب إفريقيا. وأكد زعماء فرنسا وبريطانيا وكندا وهولندا وإسبانيا وفنلندا وإيطاليا واليابان والنرويج أن "المسودة الأولية للخطة الامريكية المكونة من 28 بنداً تتضمن عناصر مهمة ستكون أساسية لتحقيق سلام عادل ودائم"، مضيفين: "نعتقد أن المسودة تمثل أساساً يتطلب عملاً إضافياً".
واتفق الزعماء على أن يجتمع مستشارو الأمن القومي من الترويكا الأوروبية، والتي تضم فرنسا وبريطانيا وألمانيا، مع مسؤولين من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وأوكرانيا في جنيف اليوم لإجراء مزيد من المناقشات.
انتقادات وتحفظات على الخطة
وجهت عواصم أوروبية أخرى انتقادات متفاوتة للخطة الأميركية التي تؤيد المطالب الرئيسية لموسكو، إذ حاول الزعماء الموازنة بين الإشادة بترامب لمحاولته إنهاء الحرب وإدراكهم في الوقت نفسه أن بعض بنود الخطة غير مقبولة لكييف. وفي وقت سابق، أعلنت الإدارة الأمريكية أنها تعمل على خطة لتسوية الحرب الروسية الأوكرانية، لكنها امتنعت عن الكشف عن تفاصيلها بدعوى استمرار العمل عليها، في حين أفادت معلومات بأنها تنص على تنازل أوكرانيا عن مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك شرق البلاد لصالح روسيا، مقابل الحصول على ضمانات أمنية أمريكية.
ترحيب روسي حذر بالخطة
من جهتها، أكدت روسيا أنها لا تزال منفتحة على المفاوضات والتشاور بشأن أي خطة للسلام. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع لمجلس الأمن الروسي الجمعة الماضي: إن الخطة الأميركية يمكن أن تشكل أساساً لتسوية سلمية نهائية، لكنه أشار إلى أن نصها الحالي لا يُناقش مع موسكو.
وتتواصل وتيرة الحرب الروسية الأوكرانية منذ الرابع والعشرين من شباط عام 2022 موقعة المزيد من الضحايا والخسائر في صفوف الطرفين، وسط دعوات دولية لإجراء مفاوضات بشأنها، وبروز خطة الرئيس الأمريكي للسلام في أوكرانيا وإنهاء الحرب.