صرّحت والدة الصحفي الأمريكي، أوستن تايس، المختفي في سوريا منذ عام 2012، بأن الحكومة الأمريكية كانت تمتلك معلومات دقيقة حول مكان تواجد ابنها لأكثر من عقد من الزمان.
وفي حديثها لصحيفة "واشنطن بوست"، أعربت ديبرا تايس عن اعتقادها بأنه كان بالإمكان بذل جهود أكبر من قبل الإدارات الأمريكية المتعاقبة لاستعادة أوستن.
وأشارت إلى أن السجن الذي يُعتقد أن ابنها كان محتجزًا فيه قبل الإطاحة بالأسد كان معروفًا على الأقل لبعض المسؤولين في الحكومة الأمريكية، معربة عن قلقها من عدم تبادل المعلومات بشكل فعال.
وأوضحت ديبرا أن مكان أوستن كان معلومًا حتى وقت قريب من سقوط الأسد أواخر العام الماضي، استنادًا إلى سجلات استخباراتية شاملة سمحت لها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالاطلاع عليها.
وأكدت أن جهود العثور على ابنها أصبحت أكثر تعقيدًا، مرجحةً نقله في فترة قريبة من سقوط الأسد على يد قوات المعارضة.
وتأمل ديبرا تايس في أن يكثف الرئيس ترامب جهوده للتعاون مع حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط للمساعدة في تحديد مكان ابنها وإعادته إلى الوطن، مؤكدةً أنه لا يزال على قيد الحياة.
وفي سياق متصل، أفادت مصادر مطلعة بأن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) قد عدّلت مؤخرًا تقييمها لحالة تايس من "ثقة منخفضة في أنه على قيد الحياة" إلى "ثقة منخفضة في أنه توفي".
إلى ذلك، كشفت قناة "LBC" اللبنانية عن لقاء عُقد مؤخرًا في السفارة الأمريكية في بيروت بين اللواء بسام الحسن، رئيس مكتب بشار الأسد، ومسؤولين في مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI)، وذلك عقب عودة الحسن من زيارة إلى طهران.
ووفقًا للقناة اللبنانية، قدم اللواء الحسن خلال الاجتماع معلومات حول الصحفي الأمريكي أوستن تايس، مشيرًا إلى أنه شاهده داخل الأراضي السورية عام 2014، ما يشير إلى أنه كان لا يزال على قيد الحياة بعد عامين من اختفائه.
وكانت والدة الصحفي الأمريكي قد زارت دمشق والتقت مع الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع في كانون الثاني الماضي، حيث أشارت إلى أن المسؤولين في سوريا أظهروا "إصرارًا" على إعادة ابنها، وأن الإطاحة بالأسد قد عقدت عملية البحث.
وتابعت قائلة: "لقد مر أكثر من 12 عامًا منذ أن لم أتمكن من رؤيته أو التحدث إليه، لكنني أعلم أنه هنا. أوستن، إذا كان بإمكانك سماع هذا بطريقة ما، فأنا أحبك. أعلم أنك لن تستسلم وأنا أيضًا لن أستسلم".
وأعربت تايس عن أملها في أن تساعدها الإدارتان الجديدتان في الولايات المتحدة وسوريا في العثور على ابنها المفقود، وانتقدت إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، جو بايدن، لعدم تفاوضها بقوة كافية لإطلاق سراح ابنها.
يُذكر أن أوستن تايس، الجندي السابق في البحرية الأمريكية والمصور الصحفي، اختفى في سوريا في آب 2012، بعد أن التقى بمجموعة من الناشطين المدنيين وعناصر من "الجيش الحر" في مدينة داريا.
وفي تسجيل مصور ظهر بعد شهر من اختفائه، كان مكبل اليدين ومعصوب العينين برفقة رجل مسلح. وعلى مدار السنوات الماضية، نفى النظام السوري امتلاكه أي معلومات عنه.
