السبت, 11 أكتوبر 2025 01:38 AM

وزير الخارجية السوري: نسعى لتجاوز الماضي وبناء علاقات متطورة مع لبنان

وزير الخارجية السوري: نسعى لتجاوز الماضي وبناء علاقات متطورة مع لبنان

أكد وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، خلال زيارته إلى بيروت، رغبة سوريا في تجاوز "عقبات الماضي" مع لبنان، مشددًا على احترام بلاده لسيادة لبنان. وقد وصل الشيباني إلى بيروت اليوم الجمعة، الموافق 10 تشرين الأول، على رأس وفد رفيع المستوى ضم وزير العدل مظهر الويس، ورئيس جهاز الاستخبارات السورية حسن سلامة، ومساعد وزير الداخلية اللواء عبد القادر طحان، بالإضافة إلى وفد سياسي، حسبما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان.

وفي مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره اللبناني، يوسف رجي، أعرب الشيباني عن تقدير سوريا واحترامها الكاملين للبنان وسيادته، مؤكدًا على عدم التدخل في شؤونه الداخلية. وأشار إلى أن سوريا تطمح إلى نقل العلاقة بين البلدين من "العلاقة الأمنية المتوترة" التي كانت سائدة في الماضي إلى علاقة سياسية واقتصادية أكثر تطورًا، معبرًا عن أمله في تجاوز العقبات الماضية مع لبنان.

من جانبه، أعلن وزير الخارجية اللبناني، يوسف رجي، عن قرب إنشاء لجان مشتركة لحل جميع القضايا العالقة بين البلدين، مؤكدًا على العمل معًا نحو مسار جديد من السلام والأمان والتعاون والتنمية. ومن المقرر أن يلتقي الشيباني خلال الزيارة بالرئيس اللبناني، جوزيف عون، ورئيس الوزراء اللبناني، نواف سلام، بالإضافة إلى وزير الخارجية اللبناني، يوسف رجي، وفقًا لوكالة الأنباء السورية (سانا).

وذكرت الوكالة اللبنانية أن الزيارة، التي تستمر ليوم واحد، تأتي تلبية لدعوة من الوزير رجي، وستشهد محادثات مع كبار المسؤولين اللبنانيين حول إعادة تفعيل العلاقات الدبلوماسية بين البلدين والبحث في مختلف الملفات المشتركة.

ملف "الموقوفين" يحظى باهتمام سوري

تتصدر قضايا المعتقلين السوريين في لبنان والمفقودين اللبنانيين في سوريا قائمة الملفات التي يناقشها الجانبان. وقد بدأت هذه المناقشات بزيارة وفد من الخارجية السورية إلى بيروت في 1 أيلول الماضي، تلتها زيارة وفد حكومي لبناني إلى سوريا لمتابعة التفاصيل.

في 1 أيلول، زار وفد سوري بيروت لبحث القضايا العالقة، وعلى رأسها ملف المعتقلين السوريين في السجون اللبنانية وترسيم الحدود، حيث التقى الوفد نائب رئيس الوزراء اللبناني، طارق متري. واتفق الطرفان على تشكيل لجنتين لتحديد مصير حوالي ألفي سجين سوري محتجزين في السجون اللبنانية، وتحديد أماكن المواطنين اللبنانيين المفقودين في سوريا منذ سنوات، وتسوية الحدود المشتركة، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".

عقدت اللجان اجتماعًا تمهيديًا في دمشق في 8 أيلول. وطالب الجانب السوري، برئاسة رئيس الهيئة الوطنية للمفقودين، محمد رضا جلخي، بتسليم جميع الموقوفين السوريين في السجون اللبنانية، والاطلاع على ملفاتهم القضائية والتهم الموجهة إليهم والأحكام الصادرة بحق المحكومين منهم، وفقًا لما نقلته صحيفة "المدن" اللبنانية عن مصادر لم تسمها.

وقد لمس الوفد اللبناني "اندفاعًا سوريًا لحل هذا الملف بأقصى سرعة ممكنة"، حتى عبر تفعيل المبادرات القديمة أو عبر تفاهم شفهي بين وزيري العدل في البلدين. وأكد الجانب اللبناني التزامه الكامل بتطبيق القوانين لحل هذا الملف.

وأكد الجانب اللبناني أن أغلب الموقوفين بتهمة الانتماء لـ"جبهة النصرة" ثبتت مشاركتهم في القتال ضد الجيش اللبناني بين عامي 2014 و2017، خاصة في جرود عرسال. وبالتالي، يرى لبنان أنه لا يمكن تسليمهم قبل إتمام محكوميتهم.

مشاركة المقال: