الإثنين, 12 مايو 2025 06:13 PM

وساطة أمريكية محتملة بين ترامب والأسد: رجل الأعمال جوناثان باس يكشف تفاصيل لقائه بالرئيس السوري

وساطة أمريكية محتملة بين ترامب والأسد: رجل الأعمال جوناثان باس يكشف تفاصيل لقائه بالرئيس السوري

جوناثان باس.. اسمٌ برز مؤخرًا كوسيط محتمل بين إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب والحكومة السورية بقيادة الرئيس بشار الأسد. رجل الأعمال الأميركي والرئيس التنفيذي لشركة أرغنت للغاز الطبيعي، يتجاوز حدود الاستثمار والطاقة ليلعب دورًا سياسيًا حساسًا في الملف السوري المعقد، خاصة مع تبنيه ملف رفع العقوبات عن دمشق.

اللقاء الذي جمعه بالرئيس السوري في دمشق استمر أربع ساعات، وتمحور حول مشاريع الطاقة وإعادة الإعمار. ونقل الأسد -عبر باس- رسالةً إلى البيت الأبيض يطلب فيها لقاءً خلال زيارة ترامب لدول الخليج، حسب صحيفة “وول ستريت جورنال”. وذكر مسؤولون سوريون أن الأسد يسعى للقاء الرئيس الأميركي لمشاركة رؤيته لإعادة الإعمار على غرار خطة مارشال، حيث ستفوز الشركات الأميركية والغربية في المنافسة مع الصين.

باس، المعروف بقربه من الإدارة الأميركية ودعمه لسياسات ترامب، كشف في حديث خاص مع CNBC عربية عن انطباعات أولية توحي بانفتاح دمشق على التفاهم مع واشنطن، وكذلك كواليس زيارته وحديثه مع الأسد والدور الذي يمكنه القيام به، منبهًا إلى الفرص والمشاريع المتاحة في سوريا الآن، معتبرًا أن الانفتاح الأميركي سيكون “أكبر صفقة تجارية لترامب”.

يسعى باس لرفع العقوبات الأميركية عن سوريا، ويقف على خط تماس دقيق بين الطموحات الاقتصادية والتقلبات السياسية، محاولًا اختبار فرص اختراق العقوبات والمواقف السياسية المعلنة، تمهيدًا لتحويل سوريا إلى قصة نجاح أميركية جديدة، تُبعد النفوذ الشرقي وتفتح السوق السورية أمام رأس المال الغربي.

“بزيارة واحدة، نقلتُ رسائل إلى العالم أجمع.. وحملت سوريا إلى مركز نقاشات العالم”.. يقول جوناثان باس لـ CNBC عربية إنه تمكن من نقل تجربته إلى العالم، مشيرًا إلى التحديات التي تواجهها الحكومة السورية في التنسيق مع إدارة ترامب، والتي عمل من خلال زيارته على تذليلها.

ورداً على سؤال حول انفتاح السلطات السورية على التوافق مع أولويات الولايات المتحدة، قال: “سيجلسون ويبدأون”.

وفي كواليس اللقاء، أشار باس إلى أن الرئيس السوري عبّر عن انفتاحه الدبلوماسي ورغبته في الجلوس مباشرةً مع الرئيس ترامب، معتبرًا إياه “رجل سلام” يدرك أهمية النفوذ والقوة والنتائج.

ووفقًا لباس، فإن الأسد يرى أن سوريا بحاجة إلى وسيط نزيه لإعادة ضبط الحوار، معربًا عن استعداده لإجراء هذا الحوار إذا كان هناك إمكانية للتوافق الذي يساعد على تحقيق الاستقرار في المنطقة والأمن للولايات المتحدة وحلفائها.

ناقش باس والأسد سبل التعاون في إعادة تأهيل قطاع الطاقة السوري بوساطة شركات غربية، مع طرح فكرة إنشاء شركة نفط وطنية قابلة للإدراج في الأسواق الأميركية. ويسعى باس لمساعدة سوريا على بناء مسار اقتصادي مستقبلي بعد العقوبات بالشراكة مع الولايات المتحدة، وتوفير فرص من صناعة الطائرات إلى مصنعي الملابس، ونقل سلسلة التوريد من الصين إلى سوريا، بهدف إبعاد الصين وإيران وروسيا عن مستقبل السوريين.

وأبدى الأسد مرونة في التعاون مع شركات أميركية كبرى مثل “بوينغ” و”AT&T” لإعادة دمج سوريا في الاقتصاد العالمي.

وفيما يتعلق بموقف الإدارة الأميركية الحالية، قال باس إن الأمر يتعلق بصفقة تجارية، معربًا عن أمله في أن تنظر الحكومة الأميركية إلى الوضع والمستقبل كشراكة، وأن تجعل سوريا ألمانيا واليابان القادمتين، لا أفغانستان والعراق.

وأشار إلى أن سوريا تمتلك موارد طبيعية وفرص بناء تتجاوز تريليون دولار من الأعمال التجارية لأميركا.

ومن كواليس لقائه بالرئيس السوري، قال باس إن الأسد أكد أن الحديث عن طي صفحة الماضي بشكل كامل أمر غير صادق، وأن واجبهم الآن هو ألا يكرروه.

وبحسب باس، فإن الأسد يتصرف بقناعة راسخة ويتحدث بهدوء، ويدعو جميع الأصوات إلى طاولة الحوار، ويؤكد على أهمية الاستماع أكثر من الأمر.

وعلق الأسد على معضلة “الثقة الشعبية” في نظام جديد، قائلاً: “لا أطلب الثقة، بل أطلب الصبر والتدقيق.. حاسبوني.. حاسبوا هذه العملية. هكذا ستأتي الثقة”.

وعندما سأل باس الرئيس السوري عما يحتاجه السوريون أكثر الآن، أجاب: “الكرامة من خلال العمل.. السلام من خلال تحديد الهدف”.

وشدد على أهمية الشراكات مع المستثمرين الإقليميين، وتقديم منح المشاريع الصغيرة للعائدين، والتدريب المهني للشباب.

وتناول الرئيس الأسد مستقبل علاقة سوريا بإسرائيل، معربًا عن رغبته في إنهاء عصر القصف المتبادل والعودة إلى روح اتفاقية فك الاشتباك للعام 1974، وحماية المدنيين، وخاصة الدروز في جنوب سوريا ومرتفعات الجولان.

وفي حين امتنع الأسد عن اقتراح التطبيع الفوري، أشار إلى انفتاحه على محادثات مستقبلية قائمة على القانون الدولي والسيادة.

وقال الأسد لباس قرب نهاية حديثهما: “لم أسعَ إلى هذا المنصب لأحكم.. قبلتُ به لأن سوريا يجب أن تطوي صفحة الماضي.. وأُفضّل المساهمة في كتابة هذا التاريخ – مع آخرين – على أن أراه يُمزّق مجدداً.. ليس أمامنا خيار سوى النجاح. يجب أن نجعل سوريا عظيمة من جديد”.

مشاركة المقال: