الإثنين, 16 يونيو 2025 01:14 AM

أزمة السكن في درعا تدفع السكان إلى حلول مؤقتة: "الكرفانات" بديلًا عن المنازل التقليدية

أزمة السكن في درعا تدفع السكان إلى حلول مؤقتة: "الكرفانات" بديلًا عن المنازل التقليدية

درعا – محجوب الحشيش: على مقربة من بيته المدمر في حي طريق السد بمدينة درعا، لجأ محمد المحاميد إلى بناء "كرفانة"، وهو حل مؤقت لمواجهة أزمة السكن المتفاقمة.

بعد الارتفاع غير المسبوق في إيجارات المنازل، وجد محمد في "الكرفانة" خياره الوحيد، حيث لم يتمكن من ترميم منزله المدمر أو استئجار بديل. "الكرفانات"، المصنوعة من ألواح الصاج المحشوة بالفوم العازل، انتشرت في أنحاء درعا، مع توفر مراكز بيع وورشات تركيب.

أقل تكلفة

أوضح محمد المحاميد أن تكلفة إعادة بناء منزله المدمر تتجاوز 300 مليون ليرة سورية (32 ألف دولار)، وهو مبلغ باهظ. لذا، اختار شراء "كرفانة" بثلاث غرف ومطبخ وحمام مقابل 24 مليون ليرة (2500 دولار).

هذا الحل كان ضروريًا لمحمد، الذي يعيش مع عائلته المكونة من خمسة أفراد في بيت أهله. ويتوقع الانتقال إلى "الكرفانة" خلال أسبوع، معتبرًا إياها الحل الأسرع والأوفر.

بعد سقوط نظام الأسد وعودة المهجرين من الشمال السوري والأردن وتركيا ولبنان، انتقلت فكرة الأبنية مسبقة الصنع من إدلب إلى درعا.

حجز دور للتركيب

شادي المصري، الذي يقوم بتركيب الغرف مسبقة الصنع، يشير إلى الإقبال المتزايد عليها، حيث يحجز السكان لديه مسبقًا. ويؤكد أنه لم يتوقف عن العمل حتى خلال عطلة عيد الأضحى لتلبية الطلب.

يصل سعر الغرفة الواحدة (4x3 أمتار) إلى 600 دولار، وهو سعر زهيد مقارنة بتكاليف البناء التقليدية.

الإيجارات مرتفعة

قبل اللجوء إلى "الكرفانة"، بحث محمد المحاميد عن منزل للإيجار، لكن ارتفاع الإيجارات وعدم توفر المنازل دفعه للتخلي عن الفكرة. ويرى أن الإيجار ليس حلاً مستدامًا، حيث يمكن للمؤجر طلب الإخلاء أو رفع الإيجار في أي وقت.

لؤي الحشيش، المقيم في الأردن منذ 13 عامًا، لم يتمكن من إيجاد منزل للإيجار في درعا أو ريفها، وقرر تأجيل عودته. ويفكر في شراء "كرفانة" إذا لم يتمكن من العثور على منزل.

ارتفعت إيجارات الشقق في درعا، ووصل إيجار بعض الشقق في مدينة درعا إلى 2.5 مليون ليرة سورية.

عبد الرحمن الصمادي، مالك مكتب عقاري، يوضح أنه لا يوجد قانون ينظم أسعار الإيجارات في درعا، مما يتيح للمؤجرين فرض الأسعار التي يريدونها. ويعزو ارتفاع الأسعار إلى عودة المهجرين وكثافة الدمار الذي شهدته المحافظة، مشيرًا إلى أن الإنشاءات الجديدة لا تغطي الطلب المتزايد.

شهدت درعا مواجهات بين قوات النظام السابق والمعارضة، مما أدى إلى دمار واسع. ولم تقم المنظمات الدولية أو مؤسسات النظام السابق بإعادة ترميم المنازل بشكل كامل، واقتصر عملها على ترميم جزئي.

مشاركة المقال: