الخميس, 29 مايو 2025 12:43 PM

أزمة الكهرباء تتفاقم في دمشق: هل تحمل الشهور القادمة انفراجة مع وعود باستيراد الغاز والكهرباء من تركيا؟

أزمة الكهرباء تتفاقم في دمشق: هل تحمل الشهور القادمة انفراجة مع وعود باستيراد الغاز والكهرباء من تركيا؟

يشهد سكان دمشق تراجعًا حادًا في ساعات التغذية الكهربائية، بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة الصيفية، ما يزيد من معاناتهم اليومية. يعبر الأهالي عن استيائهم من التفاوت الكبير في توزيع الكهرباء بين المناطق، حيث تنعم بعض الأحياء مثل دمشق القديمة والمالكي والمزة بثماني ساعات أو أكثر من الكهرباء، بينما لا تتجاوز حصة مناطق أخرى كالصناعة والزاهرة والفحامة أربع إلى خمس ساعات فقط.

صالح موسى، من سكان منطقة الصناعة، يصف الوضع بـ"غير المفهوم"، مشيرًا إلى أن الوعود بتحسين التغذية غالبًا ما تتبعها زيادة في التقنين. رهام المعراني، من سكان العمارة، تؤكد أن "عدالة التقنين" غائبة منذ زمن، وأن الوضع يزداد سوءًا رغم التحسن الطفيف الذي شهدته الفترة الماضية.

توقف توريد الغاز القطري وتأثيره على الكهرباء

بدأ التدهور في ساعات التغذية الكهربائية في دمشق خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة. المهندس خالد أبو دي، مدير المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء، يرجع هذا التراجع إلى انخفاض إنتاج الكهرباء بسبب توقف توريد الغاز القطري، بالإضافة إلى زيادة الأحمال نتيجة للطقس الحار.

ويوضح أبو دي أن التغذية الكهربائية كانت تصل إلى ست ساعات يوميًا في بعض المناطق قبل شهرين، لكنها انخفضت حاليًا إلى ثلاث ساعات أو أقل بسبب نقص الوقود. ويعزو التفاوت في ساعات التقنين إلى أولويات التوزيع التي تعطي الأولوية للمناطق الحيوية كالمستشفيات، بالإضافة إلى الاختلاف في البنية التحتية للشبكة الكهربائية بين الأحياء.

ويشير إلى أن التحسن في وضع الكهرباء في سوريا يعتمد بشكل أساسي على زيادة التوليد وتسريع الاتفاقيات مع تركيا لبدء استيراد الغاز والكهرباء. وفي الوقت الحالي، تقتصر التحسينات على الموارد المتاحة التي تسمح بتوليد 1600 ميجاواط يوميًا، بعد أن كان إنتاج سوريا يتراوح بين 2000 و2100 ميغاواط.

يذكر أن قطر كانت قد أطلقت مبادرة في آذار الماضي لتزويد سوريا بالغاز الطبيعي عبر الأردن، بهدف المساهمة في توليد الطاقة الكهربائية، من خلال توفير مليوني متر مكعب من الغاز الطبيعي يوميًا.

انعكاس توريدات تركيا على أزمة الكهرباء

أعلن وزير الطاقة التركي، ألب أرسلان بيرقدار، في أيار الماضي، أن بلاده تعتزم تصدير ملياري متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويًا لتشغيل المحطات الكهربائية في سوريا، بالإضافة إلى زيادة صادراتها من الكهرباء.

ويؤكد مدير المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء أن الوزارة في طور الاتفاق مع تركيا على تزويد سوريا بستة ملايين متر مكعب من الغاز يوميًا، بالإضافة إلى 500 ميجاواط من الكهرباء عبر خط الربط حلب- تركيا. ويضيف أنه يتم حاليًا تزويد مدينة حلب بـ180 ميجاواط من الكهرباء، ومن المتوقع أن يبدأ تدفق الغاز خلال شهر حزيران عبر خط الربط الغازي الذي تعمل الوزارة على تجهيزه، مما سيساهم في تحسين التغذية الكهربائية في مختلف المحافظات.

ويتوقع أبو دي أن تتحسن التغذية لتصل بين ست وثماني ساعات يوميًا خلال الشهرين المقبلين.

يشار إلى أن سوريا تضم 14 محطة لتوليد الكهرباء، 11 منها تعمل على الوقود الأحفوري، و3 على الطاقة المائية. وتعتبر محطة سد الطبقة في ريف الرقة الغربي، والتي بدأت العمل في عام 1973، أقدم محطة قيد التشغيل. وقد دمرت محطات حلب الحرارية (2015)، وزيزون في إدلب (2016)، والتيم في دير الزور (2017)، والتي كانت تعتبر محطات أساسية لتوليد الكهرباء، وبلغت الاستطاعة الاسمية لهذه المحطات مجتمعة 1706 ميجاواط، أي حوالي 18.25% من إجمالي الإنتاج في سوريا.

مشاركة المقال: