الجمعة, 5 سبتمبر 2025 11:45 PM

أستراليا تتصدى للمحتوى الإباحي المزيّف بتقنية الذكاء الاصطناعي وتتخذ إجراءات صارمة

أستراليا تتصدى للمحتوى الإباحي المزيّف بتقنية الذكاء الاصطناعي وتتخذ إجراءات صارمة

في خطوة وُصفت بالجريئة، أعلنت الحكومة الأسترالية عن خطط لإجبار شركات التكنولوجيا العملاقة على اتخاذ إجراءات صارمة لمنع إنشاء ونشر المحتوى الإباحي المزيّف باستخدام تقنيات "التزييف العميق" (Deepfake)، بالإضافة إلى مكافحة التعقّب الإلكتروني الخفي المعروف بـ Stalking.

أكدت وزيرة الاتصالات الأسترالية، أنيكا ويلز، أنه "لا مكان للتطبيقات والتقنيات التي تُستخدم فقط لإساءة معاملة الناس وإذلالهم وإيذائهم، وخصوصاً أطفالنا"، مشيرة إلى أن الحكومة ستستخدم "كل الوسائل الممكنة" لفرض قيود على الوصول إلى التطبيقات التي تتيح هذا النوع من التحرش.

تعمل الحكومة الأسترالية على إعداد تشريع جديد يجرّم المحتوى الإباحي المُولّد بالذكاء الاصطناعي، إلى جانب التحرش عبر الإنترنت، ولكنها لم تحدد موعداً زمنياً لإقراره. وشددت ويلز على أن هذه الخطوة، وإن لم تحل المشكلة بين ليلة وضحاها، فإنها ستُحدث فارقاً فعلياً في حماية الأستراليين، خصوصاً مع القوانين الحالية والإصلاحات المستمرة المتعلقة بسلامة الفضاء الرقمي.

تعكس هذه الخطوة الأسترالية قلقاً متنامياً عالمياً من الاستخدام المسيء لتقنيات الذكاء الاصطناعي. ففي إسبانيا، كشف استطلاع لمنظمة «إنقاذ الأطفال» أن واحداً من كل خمسة شباب تعرّض لصور عارية مزيّفة. كما أعلن مدّعون عامّون هذا العام عن تحقيقات تطال قاصرين متهمين بإنشاء وتوزيع صور جنسية مزيّفة لزملائهم ومعلميهم باستخدام الذكاء الاصطناعي.

في المملكة المتحدة، أُقرّ قانون يجرّم إنتاج مقاطع «التزييف العميق» ذات الطابع الجنسي، مع عقوبة تصل إلى السجن سنتين. أما الولايات المتحدة، فقد أقرت في أيار (مايو) الماضي قانوناً لمكافحة نشر التزييفات العميقة و«الانتقام الإباحي».

وفي هونغ كونغ، عُثر على مئات الصور الإباحية المولّدة بالذكاء الاصطناعي لطالبات جامعيات على جهاز كمبيوتر لطالب، في حين أعلنت «ميتا» (فيسبوك، إنستغرام، واتساب) أنها رفعت دعوى قضائية ضد شركة طوّرت تطبيقاً يتيح «التعرية الرقمية» للصور باستخدام الذكاء الاصطناعي.

يرى خبراء أنه على الرغم من تصاعد القوانين والإجراءات، فإن تطبيقات التزييف العميق تتمتع بقدرة كبيرة على الصمود والتطور، ما يفرض تحدياً متنامياً على الحكومات والشركات لمواكبة هذا التهديد وحماية الأفراد، خصوصاً الفئات الأكثر عرضة مثل الأطفال والمراهقين.

بهذا، تضع أستراليا نفسها في قلب الجهود الدولية لمواجهة واحدة من أخطر ممارسات الذكاء الاصطناعي المسيئة، في معركة مرشّحة للاستمرار طويلاً.

مشاركة المقال: