الإثنين, 19 مايو 2025 02:02 AM

ألمانيا: جدل حول إلغاء تدريس الخط المتصل في المدارس الابتدائية.. هل هو تراث أم عائق في عصر الرقمنة؟

ألمانيا: جدل حول إلغاء تدريس الخط المتصل في المدارس الابتدائية.. هل هو تراث أم عائق في عصر الرقمنة؟

أثار مجلس طلاب ولاية ساكسونيا السفلى جدلاً واسعًا في ألمانيا بعد مطالبته بإلغاء إلزامية تعليم الخط المتصل (Schreibschrift) في المدارس الابتدائية، واصفًا إياه بأنه "متجاوز وغير واقعي" في عصر الأجهزة الرقمية.

ويرى المجلس أن تعليم الخط المتصل يُهدر وقتًا وجهدًا يمكن استثماره في تعزيز مهارات الكتابة الرقمية، مثل استخدام لوحات المفاتيح والتطبيقات الحديثة. ويؤكد أن "الكتابة يجب أن تُدرّس كأداة عملية، وليس كتراث جامد"، مشيرًا إلى أن "الكتابة اليدوية لم تعد ضرورية في الحياة اليومية".

قوبلت هذه المطالبات بانتقادات من قبل المعلمين والسياسيين. فرانز-جوزيف ماير، رئيس فرع ساكسونيا السفلى في اتحاد التعليم والتربية (VBE)، حذر من أن إلغاء الخط المتصل قد يؤثر سلبًا على تطور مهارات الكتابة والقراءة لدى الأطفال، مؤكدًا أن "الخط المتصل يساعد في تطوير الكتابة السلسة والفردية".

كما أعربت وزيرة التعليم في ساكسونيا السفلى، جوليا هامبورغ، عن رفضها للفكرة، معتبرة أن الخط المتصل جزء أساسي من تنمية المهارات الحركية الدقيقة والتعبير الشخصي لدى الطلاب.

وأظهرت استطلاعات الرأي أن الغالبية العظمى من الجمهور تؤيد استمرار تعليم الخط المتصل في المدارس. في استطلاع غير رسمي أجرته NDR، أعرب 83% من المشاركين عن رغبتهم في الحفاظ على تعليم الخط المتصل، معتبرين أنه يعزز تطور الأطفال.

تسلط هذه المناقشة الضوء على التحديات التي تواجهها الأنظمة التعليمية في التوازن بين الحفاظ على المهارات التقليدية وتبني المهارات الرقمية الحديثة. بينما يرى البعض أن الخط المتصل أصبح غير ضروري في العصر الرقمي، يؤكد آخرون على أهميته في تطوير مهارات الكتابة والتعبير الشخصي لدى الطلاب.

مشاركة المقال: