السبت, 29 نوفمبر 2025 12:11 AM

أمسية أورغن عالمية بقيادة فاجياني تختتم أسبوع الموسيقى في دمشق بتفاعل جماهيري كبير

أمسية أورغن عالمية بقيادة فاجياني تختتم أسبوع الموسيقى في دمشق بتفاعل جماهيري كبير

حسيبة صالح: اختتم أسبوع الأورغن والموسيقى في دمشق فعالياته بأمسية موسيقية استثنائية على مسرح دار الأوبرا السورية. أحيت الأمسية الفرقة السيمفونية الوطنية السورية بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان، واستضافت عازف الأورغن الإيطالي العالمي أوجينيو ماريا فاجياني، الذي أضفى لمسة أوروبية مميزة على الحفل، ممزوجة بعبق دمشق.

تضمن برنامج الأمسية الموسيقي مجموعة متنوعة من المقطوعات. افتتحت بمقطوعة سلم فا مينور للأورغن المنفرد من أعمال جوفاني مورالدي، تبعتها مقطوعة أداجيو على سلم مي بيمول ماجور، التي أخذت الجمهور إلى عالم من الهدوء والسكينة. بعد ذلك، قدم فاجياني محاكاة باروكية لأصوات الأجراس. استمر البرنامج مع مقتطفات من أعمال أنطونيو فيفالدي، حيث تم تقديم “الفصول الأربعة” (الربيع والصيف) في صياغة خاصة للأورغن والوتريات، وتنوعت بين الحركات البطيئة والرقيقة والسريعة ذات الإيقاع الحيوي. كما أضاف أوتورينو ريبيسغي بعداً أوركسترالياً من خلال “المتتالية سلم صول مينور”، التي جمعت بين الأورغن والوتريات في حوار موسيقي متكامل. واختتمت الأمسية بشكل درامي مع السيمفونية الثالثة “الأورغن” للمؤلف الفرنسي كامّي سان سانز، التي أضفت طابعاً احتفالياً على الأمسية.

أوجينيو ماريا فاجياني، الذي يعتبر من أبرز عازفي الأورغن في العالم، يتميز بأسلوبه الحيوي والجذاب الذي يجمع بين التقنية العالية والروح التعبيرية. قدم عروضاً في أوروبا وروسيا والشرق الأوسط وآسيا، وتعاون مع أوركسترا سينفونيكا لا فيردي في ميلانو ومع فيلارمونيكا أرتورو توسكانيني، وعزف تحت قيادة قادة كبار مثل جيفري تيت، ريكاردو تشايلي، شيان تشانغ، كلوس بيتر فلور، ستانيسلاف كوتشانوفسكي، وميساك باغبودريان. يشغل فاجياني منصب المدير الفني لمهرجاني لا فيرنا و”سان دوناتو” للأورغن في إيطاليا، بالإضافة إلى كونه المستشار الفني لمهرجان “الأرض المقدسة للأورغن” الذي يقام في سبع دول في الشرق الأوسط.

تفاعل الجمهور السوري بحماس مع كل مقطوعة، معبراً عن سعادته بهذا اللقاء الفني الذي جمع بين الشرق والغرب، بين دمشق وروما، في أمسية تجسد قدرة الموسيقى على تجاوز الحدود وبناء جسور من المحبة والدهشة.

لم يكن الحفل مجرد عرض موسيقي، بل كان تجسيداً لمكانة دمشق كجسر حضاري بين الشرق والغرب، حيث تتلاقى الأصوات العالمية مع روح المدينة العريقة، لتؤكد أن الموسيقى لغة عالمية قادرة على جمع الشعوب في فضاء واحد من الجمال والإنسانية.

مشاركة المقال: